اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{مِّن وَرَآئِهِمۡ جَهَنَّمُۖ وَلَا يُغۡنِي عَنۡهُم مَّا كَسَبُواْ شَيۡـٔٗا وَلَا مَا ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَوۡلِيَآءَۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (10)

قوله : { مِّن وَرَآئِهِمْ جَهَنَّمُ } لما قال : { أولئك لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ } وصف كيفية ذلك العذاب فقال : من ورائهم جهنم أي أمامهم جهنم ؛ لأنهم في الدنيا . قال الزمخشري هي اسم للجهة التي يواجه بها الشخص من خَلْفه أو من قُدَّامِهِ{[50595]} . ثم بين أن ما ملكوه في الدنيا لا ينفعهم فقال : { وَلاَ يُغْنِي عَنْهُم مَّا كَسَبُواْ شَيْئاً } أي من الأموال .

قوله : { وَلاَ مَا اتخذوا } عطف على ما كسبوا و «ما » فيهما إما مصدرية أو بمعنى الذي أي لا يغني كَسْبُهُمْ ولا اتِخّاذُهُمْ ، أو الذي كسبوه ولا الذي اتخذوه{[50596]} .

/خ10


[50595]:الكشاف 3/510 واللفظ لفظ الرازي في 27/261 وفي الكشاف: والوراء اسم للجهة التي يواريها الشخص. الخ.. الكشاف 3/510.
[50596]:التبيان 1151.