فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{مِّن وَرَآئِهِمۡ جَهَنَّمُۖ وَلَا يُغۡنِي عَنۡهُم مَّا كَسَبُواْ شَيۡـٔٗا وَلَا مَا ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَوۡلِيَآءَۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (10)

{ من ورائهم جهنم } .

من بعد حياتهم هذه يصيرون إلى عذاب جهنم ، وهي موئلهم ومستقرهم .

{ ولا يغني عنهم ما كسبوا شيئا } .

ولا يحول بينهم وبينها ، ولا يرد عنهم عذابها ما كانوا متعوا به في الدنيا من ثراء وأموال { أيحسبون أن ما نمدهم به من مال وبنين . نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون }{[4531]} فلن يدفع عنهم ذلك أي دفع .

{ ولا ما اتخذوا من دون الله أولياء } .

وأوثانهم ومعبوداتهم التي اتخذوها آلهة وأشركوها مع الله تعالى في الطاعة والتقديس لن تغني عنهم هي الأخرى أي غناء ، بل يلقون الواحد القهار وما لهم من شافعين ولا صديق حميم : { ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء لقد تقطع بينكم وضل عنكم ما كنتم تزعمون }{[4532]} .

{ ولهم عذاب عظيم( 10 ) } .

أعد الله لهم دار المهانة والسعير عذابا لا يكادون يحيطون بهوله ، وهو عذاب عظيم في دوامه وإيلامه .


[4531]:سورة المؤمنون. الآيتان: 55، 56.
[4532]:سورة الأنعام. الآية 94.