ثم وصف تعالى كيفية ذلك العذاب فقال : { من ورائهم } أي : أمامهم ؛ لأنهم في الدنيا { جهنم } قال الزمخشري : والوراء اسم للجهة التي يواريها الشخص من خلف أو قدام قال :
أليس ورائي إن تراخت منيتي *** أدبّ مع الولدان أزحف كالنسر
ومنه قوله تعالى { من ورائهم } أي : من قدامهم ا . ه ثم بين تعالى أن ما سلكوه في الدنيا لا ينفعهم بقوله تعالى : { ولا يغني } أي : ولا يدفع { عنهم ما كسبوا } من الأموال في رحلهم ومتاجرهم والأولاد { شيئاً } من الإغناء . وقوله تعالى : { ولا ما اتخذوا من دون الله أولياء } أي : من الأوثان عطف على { ما كسبوا } و{ ما } فيهما إما مصدرية ، أو بمعنى الذي أي : لا يغني عنهم كسبهم ولا اتخاذهم أو الذي كسبوه ولا الذي اتخذوه { ولهم عذاب عظيم } أي : لا يدع جهة من جهاتهم ولا زماناً من أزمانهم ولاعضواً من أعضائهم إلا ملأه ، فإن قيل : قال تعالى في الأول { مهين } وفي الثاني { عظيم } فما الفرق بينهما ؟ أجيب : بأن كون العذاب مهيناً يدل على حصول العذاب مع الإهانة ، وكونه عظيماً يدل على كونه بالغاً إلى أقصى الغايات في الضرر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.