إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{مِّن وَرَآئِهِمۡ جَهَنَّمُۖ وَلَا يُغۡنِي عَنۡهُم مَّا كَسَبُواْ شَيۡـٔٗا وَلَا مَا ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَوۡلِيَآءَۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (10)

{ من وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ } أي من قُدامِهم ؛ لأنهم متوجهونَ إلى ما أُعدَّ لهُم ، أو من خلفِهم ؛ لأنهم معرضونَ عن ذلكَ مقبلونَ على الدُّنيا ، فإن الوراءَ اسمٌ للجهةِ التي يُواريها الشخصُ من خلفٍ وقُدامٍ . { وَلاَ يُغْنِي عَنْهُم } ولا يدفعُ { ما كَسَبُوا } من الأموالِ والأولادِ { شَيْئاً } من عذابِ الله تعالى أو شيئاً من الإغناءِ { وَلاَ مَا اتخذوا مِن دُونِ الله أَوْلِيَاء } أي الأصنامَ ، وتوسيطُ حرفِ النفي بينِ المعطوفينِ مع أنَّ عدمَ إغناء الأصنامِ أظهرُ وأجلى من عدمِ إغناءِ الأموالِ والأولادِ قطعاً مبنيٌّ على زعمِهم الفاسدِ حيثُ كانُوا يطمعونَ في شفاعتِهم وفيه تهكمٌ . { وَلَهُمْ } فيما وراءَهُم من جهنمَ { عَذَابٌ عظِيمٌ } لا يُقادرُ قدرُه .