ليولُّنّ الأدبار : ليهرُبُنَّ .
{ لَئِنْ أُخْرِجُواْ لاَ يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِن قُوتِلُواْ لاَ يَنصُرُونَهُمْ وَلَئِن نَّصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الأدبار ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ } .
وقد خرج بنو النضير من ديارهم أذلاء فلم يخرج المنافقون معهم ، وقوتلوا فلم ينصروهم ، ولو نصروهم وقاتلوا معهم لانهزموا جميعاً .
قوله تعالى : { لئن أخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قوتلوا لا ينصرونهم ولئن نصروهم ليولن الأدبار } أي منهزمين . { ثم لا ينصرون } قيل : معنى " لا ينصرونهم " طائعين . { ولئن نصروهم } مكرهين { ليولن الأدبار } . وقيل : معنى { لا ينصرونهم } لا يدومون عل نصرهم . هذا على أن الضميرين متفقان . وقيل : إنهما مختلفان ، والمعنى لئن أخرج اليهود لا يخرج معهم المنافقون ، ولئن قوتلوا لا ينصرونهم . { ولئن نصروهم } أي ولئن نصر اليهود المنافقين { ليولن الأدبار } . وقيل : { لئن أخرجوا لا يخرجون معهم } أي علم الله منهم أنهم لا يخرجون إن أخرجوا . { ولئن قوتلوا لا ينصرونهم } أي علم الله منهم ذلك . ثم قال : { ليولن الأدبار } فأخبر عما قد أخبر أنه لا يكون كيف كان يكون لو كان ؟ وهو كقوله تعالى : { ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه{[14861]} } [ الأنعام : 28 ] . وقيل : معنى { ولئن نصروهم } أي ولئن شئنا أن ينصروهم زينا ذلك لهم . { ليولن الأدبار } .
{ لَئِنْ أُخْرِجُوا لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الأَدْبَارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ ( 12 ) } .
لئن أُخرج اليهود من " المدينة " لا يخرج المنافقون معهم ، ولئن قوتلوا لا يقاتلون معهم كما وَعَدوا ، ولئن قاتلوا معهم ليولُنَّ الأدبار فرارًا منهزمين ، ثم لا ينصرهم الله ، بل يخذلهم ، ويُذِلُّهم .
قوله : { لئن أخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قوتلوا لا ينصرونهم } يعني : لئن أخرج بنو النضير من ديارهم فأجلاهم المسلمون عنها فإن المنافقين غير خارجين معهم . ولئن قاتلهم النبي والمسلمون فإن المنافقين لا يقاتلونهم فينصرون بني النضير . بل إنهم كاذبون فيما وعدوهم به من الخروج معهم والقتال في صفهم { ولئن نصروهم ليولّنّ الأدبار } أي لئن نصر المنافقون بني النضير فقاتلوا معهم فلسوف يولون الأدبار هاربين مهزومين { ثم لا ينصرون } أي لا ينصر الله بني النضير وإنما الله خادلهم وهازمهم . وقد حصل ذلك كله ، إذ لم ينصرهم المنافقون ولم يقدموا لهم نفعا بل أسلموهم وخذلوهم وتخلوا عنهم فكان عاقبتهم الهزيمة والجلاء .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.