في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحۡمَٰنِ مَثَلٗا ظَلَّ وَجۡهُهُۥ مُسۡوَدّٗا وَهُوَ كَظِيمٌ} (17)

( وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلاً ظل وجهه مسوداً وهو كظيم ) . .

افما كان من اللياقة والأدب ألا ينسبوا إلى الله من يستاءون هم إذا بشروا به ، حتى ليسود وجه أحدهم من السوء الذي يبلغ حداً يجل عن التصريح به ، فيكظمه ويكتمه وهو يكاد يتميز من السوء ? !

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحۡمَٰنِ مَثَلٗا ظَلَّ وَجۡهُهُۥ مُسۡوَدّٗا وَهُوَ كَظِيمٌ} (17)

بما ضرب للرحمن مثَلاً : يعني بالبنات .

كظيم : ممتلئ غيظا .

مع أنهم إذا بُشِّر أحدُهم بالأنثى صار وجهه مسودّا من الغيظ ، وامتلأ كآبة وحزناً لسوء ما بُشّر به .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحۡمَٰنِ مَثَلٗا ظَلَّ وَجۡهُهُۥ مُسۡوَدّٗا وَهُوَ كَظِيمٌ} (17)

ومنها : أن الصنف الذي نسبوه للّه ، وهو البنات ، أدون الصنفين ، وأكرههما لهم ، حتى إنهم من كراهتهم لذلك { إِذَا بُشّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلًا ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا } من كراهته وشدة بغضه ، فكيف يجعلون للّه ما يكرهون ؟

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحۡمَٰنِ مَثَلٗا ظَلَّ وَجۡهُهُۥ مُسۡوَدّٗا وَهُوَ كَظِيمٌ} (17)

{ وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا } بما وصفه به من اتخاذ البنات

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحۡمَٰنِ مَثَلٗا ظَلَّ وَجۡهُهُۥ مُسۡوَدّٗا وَهُوَ كَظِيمٌ} (17)

قوله تعالى : " وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا " أي بأنه ولدت له بنت " ظل وجهه " أي صار وجهه " مسودا " قيل ببطلان مثله الذي ضربه . وقيل : بما بشر به من الأنثى ، دليله في سورة النحل : " وإذا بشر أحدهم بالأنثى " {[13600]}[ النحل : 58 ] . ومن حالهم أن أحدهم إذا قيل له قد ولدت له أنثى اغتم واربد وجهه غيظا وتأسفا وهو مملوء من الكرب . وعن بعض العرب أن امرأته وضعت أنثى فهجر البيت الذي فيه المرأة فقالت :

ما لأبي حمزةَ{[13601]} لا يأتينا *** يظلُّ في البيت الذي يلينا

غضبانَ ألا نلد البَنِينَا *** وإنما نأخذ ما أُعْطينا

وقرئ " مسودٌّ ، ومسوادٌّ " . وعلى قراءة الجماعة يكون وجهه اسم " ظل " و " مسودا " خبر " ظل " . ويجوز أن يكون في " ظل " ضمير عائد على أحد وهو اسمها ، و " وجهه " بدل من الضمير ، و " مسودا " خبر " ظل " . ويجوز أن يكون رفع " وجهه " بالابتداء ويرفع " مسودا " على أنه خبره ، وفي " ظل " اسمها والجملة خبرها . " وهو كظيم " أي حزين . قاله قتادة . وقيل مكروب ، قاله عكرمة . وقيل ساكت . قاله ابن أبي حاتم ، وذلك لفساد مثله وبطلان حجته . ومن أجاز أن تكون الملائكة بنات الله فقد جعل الملائكة شبها لله ؛ لأن الولد من جنس الوالد وشبهه . ومن اسود وجهه بما يضاف إليه مما لا يرضى ، أولى من أن يسود وجهه بإضافة مثل ذلك إلى من هو أجل منه ، فكيف إلى الله عز وجل ! وقد مضى في " النحل " في معنى هذه الآية ما فيه كفاية{[13602]} .


[13600]:راجع ج 10 ص 116.
[13601]:في رواية "جمرة" بالجيم. وفي بلوغ الأرب للآلوسي:" لأبي الذلفاء"
[13602]:راجع ج 10 ص 116.
 
تفسير الجلالين للمحلي والسيوطي - تفسير الجلالين [إخفاء]  
{وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحۡمَٰنِ مَثَلٗا ظَلَّ وَجۡهُهُۥ مُسۡوَدّٗا وَهُوَ كَظِيمٌ} (17)

{ وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا ظل وجهه مسودا وهو كظيم }

{ وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا } جعل له شبهاً بنسبة البنات إليه لأن الولد يشبه الوالد ، المعنى إذا أخبر أحدهم بالبنت تولد له { ظل } صار { وجهه مسوداً } متغيراً تغير مغتم { وهو كظيم } ممتلئ غماً فكيف ينسب البنات إليه ؟ تعالى عن ذلك .