فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحۡمَٰنِ مَثَلٗا ظَلَّ وَجۡهُهُۥ مُسۡوَدّٗا وَهُوَ كَظِيمٌ} (17)

ثم زاد في تقريعهم وتوبيخهم فقال : { وَإِذَا بُشّرَ أَحَدُهُم بِمَا ضَرَبَ للرحمن مَثَلاً } أي بما جعله للرحمن سبحانه من كونه جعل لنفسه البنات ، والمعنى : أنه إذا بشر أحدهم بأنها ولدت له بنت اغتمّ لذلك وظهر عليه أثره ، وهو معنى قوله : { ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّا } أي صار وجهه مسودًّا بسبب حدوث الأنثى له حيث لم يكن الحادث له ذكراً مكانها { وَهُوَ كَظِيمٌ } أي شديد الحزن كثير الكرب مملوء منه . قال قتادة : حزين . وقال عكرمة : مكروب ، وقيل : ساكت ، وجملة { وَهُوَ كَظِيمٌ } في محل نصب على الحال .

/خ20