إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحۡمَٰنِ مَثَلٗا ظَلَّ وَجۡهُهُۥ مُسۡوَدّٗا وَهُوَ كَظِيمٌ} (17)

{ وَإِذَا بُشرَ أَحَدُهُم بِمَا ضَرَبَ للرحمن مَثَلاً } الخ استئنافٌ مقررٌ لما قبلَهُ ، وقيلَ حالٌ على مَعنْى أنَّهم نسبُوا إليه ما ذُكِرَ ومن حالِهم أنَّ أحدَهُم إذَا بُشِّرَ بهِ اغتمَّ . والالتفاتُ للإيذانِ باقتضاءِ ذكرِ قبائِحهم أنْ يُعرضَ عنهم وتُحكَى لغيرِهم تعجيباً منها أيْ إذَا أخبرَ أحدُهم بولادةِ ما جعلَه مثلاً له سُبحانَه إذِ الولدُ لا بُدَّ أنْ يجانسَ الوالدَ ويماثلَهُ { ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً } أي صارَ أسودَ في الغايةِ من سوءِ ما بُشِّرَ به { وَهُوَ كَظِيمٌ } مملوءٌ من الكربِ والكآبةِ . والجملةُ حالٌ وقُرِئ مُسودُّ ومُسوادٌّ ، على أنَّ في ظَلَّ ضميرُ المبشِّرِ ، ووجهُهُ مسودٌّ جملةٌ وقعتْ خبراً لهُ .