فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحۡمَٰنِ مَثَلٗا ظَلَّ وَجۡهُهُۥ مُسۡوَدّٗا وَهُوَ كَظِيمٌ} (17)

ثم زاد في تقريعهم وتوبيخهم فقال : { وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ } استئناف أو حال { بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلًا } أي بما جعله للرحمن سبحانه من كونه جعل لنفسه البنات ، والالتفات إلى الغيبة للإيذان بأن قبائحهم اقتضت أن يعرض عنهم ، وتحكى لغيرهم ليتعجب منها والمثل بمعنى الشبه أي المشابه لا بمعنى الصفة الغريبة العجيبة ، والمعنى إذا بشر أحدهم بأنها ولدت له بنت اغتم لذلك وظهر عليه أثره ، وهو معنى قوله :

{ ظَلَّ } أي صار { وَجْهُهُ مُسْوَدًّا } بسبب حدوث الأنثى له حيث لم يكن الحادث ذكرا مكانها { وَهُوَ كَظِيمٌ } أي والحال أنه شديد الحزن كثير الكرب مملوء منه قال قتادة : حزين وقال عكرمة : مكروب ، وقيل ساكت