في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{ذَٰلِكُم بِأَنَّهُۥٓ إِذَا دُعِيَ ٱللَّهُ وَحۡدَهُۥ كَفَرۡتُمۡ وَإِن يُشۡرَكۡ بِهِۦ تُؤۡمِنُواْۚ فَٱلۡحُكۡمُ لِلَّهِ ٱلۡعَلِيِّ ٱلۡكَبِيرِ} (12)

هنا - في ظل هذا الموقف البائس - يجبههم بسبب هذا المصير :

( ذلكم بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم ، وإن يشرك به تؤمنوا ، فالحكم لله العلي الكبير ) .

فهذا هو الذي يقودكم إلى ذلك الموقف الذليل . إيمانكم بالشركاء ، وكفركم بالوحدانية . فالحكم لله العلي الكبير : وهما صفتان تناسبان موقف الحكم . الاستعلاء على كل شيء ، والكبر فوق كل شيء . في موقف الفصل الأخير .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{ذَٰلِكُم بِأَنَّهُۥٓ إِذَا دُعِيَ ٱللَّهُ وَحۡدَهُۥ كَفَرۡتُمۡ وَإِن يُشۡرَكۡ بِهِۦ تُؤۡمِنُواْۚ فَٱلۡحُكۡمُ لِلَّهِ ٱلۡعَلِيِّ ٱلۡكَبِيرِ} (12)

إنكم إن عدتم إلى الدنيا فلن تؤمنوا ، فقد كفرتم بالله ، وآمنتم بالشركاء ، وهذا العذابُ الذي أنتم فيه من حُكم الله عليكم نتيجة لأعمالكم { فالحكم للَّهِ العلي الكبير } .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{ذَٰلِكُم بِأَنَّهُۥٓ إِذَا دُعِيَ ٱللَّهُ وَحۡدَهُۥ كَفَرۡتُمۡ وَإِن يُشۡرَكۡ بِهِۦ تُؤۡمِنُواْۚ فَٱلۡحُكۡمُ لِلَّهِ ٱلۡعَلِيِّ ٱلۡكَبِيرِ} (12)

{ ذلكم } العذاب { بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم } نكرتم وحدانيته { وإن يشرك به تؤمنوا } تصدقوا ذلك الشرك { فالحكم لله } في إنزال العذاب بكم لا يمنعه عن ذلك مانع

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{ذَٰلِكُم بِأَنَّهُۥٓ إِذَا دُعِيَ ٱللَّهُ وَحۡدَهُۥ كَفَرۡتُمۡ وَإِن يُشۡرَكۡ بِهِۦ تُؤۡمِنُواْۚ فَٱلۡحُكۡمُ لِلَّهِ ٱلۡعَلِيِّ ٱلۡكَبِيرِ} (12)

قوله تعالى : " ذلكم بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم " " ذلكم " في موضع رفع أي الأمر " ذلكم " أو " ذلكم " العذاب الذي أنتم فيه بكفركم . وفي الكلام متروك تقديره فأجيبوا بأن لا سبيل إلى الرد . وذلك لأنكم " إذا دعي الله " أي وحد الله " وحده كفرتم " وأنكرتم أن تكون الألوهية له خاصة ، وإن أشرك به مشرك صدقتموه وآمنتم بقوله . قال الثعلبي : وسمعت بعض العلماء يقول : " وإن يشرك به " بعد الرد إلى الدنيا لو كان .

" تؤمنوا " تصدقوا المشرك ، نظيره : " ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه " . " فالحكم لله العلي الكبير " عن أن تكون له صاحبة أو ولد .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{ذَٰلِكُم بِأَنَّهُۥٓ إِذَا دُعِيَ ٱللَّهُ وَحۡدَهُۥ كَفَرۡتُمۡ وَإِن يُشۡرَكۡ بِهِۦ تُؤۡمِنُواْۚ فَٱلۡحُكۡمُ لِلَّهِ ٱلۡعَلِيِّ ٱلۡكَبِيرِ} (12)

قوله : { ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ } الإشارة عائدة إلى ما هم فيه من الفزع والعذاب والقنوط . وذلك سببه أنكم إذا دُعيتم إلى عبادة الله وحده كفرتم وأعرضتم عن دينه وأشركتم معه غيره من الأصنام والأنداد .

وهو قوله : { وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا } وقوله : { وحده } منصوب على أنه مصدر في موضع الحال{[4008]} .

قوله : { فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ } الحكم حينئذ لله وحده دون غيره ؛ فهو وحده الذي حكم عليكم بالخلود في النار ، وأنكم في العذاب السَّرْمد ماكثون لا تخرجون وهو سبحانه { الْعَلِيِّ } المتعالي عن الشركاء والأنداد . وهو الكبير ، له الكبرياء في عظمته وجبروته وبالغ قدرته وسلطانه{[4009]} .


[4008]:الدر المصون ج 9 ص 46
[4009]:فتح القدير ج 4 ص 483-484 والكشاف ج 3 ص 418-419 وتفسير النسفي ج 4 ص 72-73