والله رب كل شيء ، وملك كل شيء ، وإله كل شيء . ولكن تخصيص ذكر الناس هنا يجعلهم يحسون بالقربى في موقف العياذ والاحتماء .
والله - برحمة منه - يوجه رسوله [ صلى الله عليه وسلم ] وأمته إلى العياذ به والالتجاء إليه ، مع استحضار معاني صفاته هذه ، من شر خفي الدبيب ، لا قبل لهم بدفعه إلا بعون من الرب الملك الإله . فهو يأخذهم من حيث لا يشعرون ، ويأتيهم من حيث لا يحتسبون . والوسوسة : الصوت الخفي . والخنوس : الاختباء والرجوع . والخناس هو الذي من طبعه كثرة الخنوس .
{ ملك الناس إله الناس } هذا عطف بيان ، فإن قيل : لم قدم وصفه تعالى برب ، ثم بملك ، ثم بإله ؟ فالجواب : أن هذا على الترتيب في الارتقاء إلى الأعلى ، وذلك أن الرب قد يطلق على كثير من الناس ، فيقال : فلان رب الدار ، وشبه ذلك ، فبدأ به لاشتراك معناه : وأما الملك فلا يوصف به إلا أحد من الناس ، وهم الملوك ، ولا شك أنهم أعلى من سائر الناس ، فلذلك جاء به بعد الرب ، وأما الإله فهو أعلى من الملك ، ولذلك لا يدعي الملوك أنهم آلهة ، فإنما الإله واحد لا شريك له ولا نظير ، فلذلك ختم به ؛ فإن قيل : لما أظهر المضاف إليه -وهو الناس في المرة الثانية والثالثة - فهلا أضمره في المرتين لتقديم ذكره في قوله : { برب الناس } ؟ أو هلا اكتفى بإظهاره في المرة الثانية ؟ فالجواب : أنه لما كان عطف بيان حسن فيه البيان ، وهو الإظهار دون الإضمار ، وقصد أيضا الاعتناء بالمكرر ذكره كقول الشاعر :
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.