{ إله الناس } هو أيضا عطف بيان لبيان أن ربوبيته وملكه قد انضم إليهما المعبودية المؤسسة على الألوهية المقتضية للقدرة التامة على التصرف الكلي بالإيجاد والإعدام .
وأيضا الرب قد يكون ملكا وقد لا يكون ملكا ، كما يقال : رب الدار ، ورب المتاع ، ومنه قوله { اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله } ، فبين أنه ملك الناس ، ثم الملك قد يكون إلها وقد لا يكون ، فبين إنه إله ؛ لأن اسم الإله خاص به لا يشاركه فيه أحد .
وأيضا بدأ باسم الرب ، وهو اسم لمن قام بتدبيره وإصلاحه من أوائل عمره إلى أن صار عاقلا كاملا ، فحينئذ عرف بالدليل أنه عبد مملوك ، فذكر أنه ملك الناس .
ثم لما علم أن العبادة لازمة له ، واجبة عليه ، وأنه عبد مخلوق ، وأن خالقه إله معبود ، بين سبحانه أنه إله الناس ، وكرر لفظ الناس في الثلاثة المواضع ؛ لأن عطف البيان يحتاج إلى مزية الإظهار والبيان ، ولأن التكرير يقتضي مزيد شرف الناس ، وقيل : أراد بالأول الأطفال ، ومعنى الربوبية يدل عليه ، وبالثاني الشباب ، ولفظ الملك المنبئ عن السياسة يدل عليه ، وبالثالث الشيوخ ، ولفظ الإله المنبئ عن العبادة يدل عليه ، وبالرابع الصالحين ؛ إذ الشيطان مولع بإغوائهم ، وبالخامس المفسدين لعطفه على المعوذ منه ، ذكره النسفي ، ولا وجه لهذا التخصيص ، وإنما هذا الكلام من لطائف البيان .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.