قوله تعالى { قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس }
قال ابن كثير : هذه ثلاث صفات من صفات الرب عز وجل : الربوبية والملك والإلهية ، فهو رب كل شيء ومليكه وإلهه ، فجميع الأشياء مخلوقة له ، مملوكة عبيد له ، فأمر المستعيذ أن يتعوذ بالمتصف بهذه الصفات من شر الوسواس الخناس ، وهو الشيطان الموكل بالإنسان ، فإنه ما من أحد من بني آدم إلا وله قرين يُزين له الفواحش ، ولا يألوه جهدا في الخبال ، والمعصوم من عصم الله .
وقد ثبت في الصحيح أنه : " ما منكم من أحد إلا قد وُكل به قرينه " . قالوا : وأنت يا رسول الله ؟ قال : " نعم ، إلا أن الله أعانني عليه فأسلم ، فلا يأمرني إلا بخير " .
والحديث أخرجه مسلم في [ الصحيح 4/2167- ك صفة القيامة ، ب تحريش الشيطان ح 2814 ] وانظر بداية التفسير في الاستعاذة .
وانظر الاستعاذة في بداية التفسير ، وفيها حديث أحمد عن أبي تميمة : وفيه : " لا تقل تعس الشيطان ، فإنك إذا قلت : تعس الشيطان ، تعاظم وقال : بقوتي صرعته ، وإذا قلت : باسم الله ، تصاغر ، حتى يصير مثل الذباب " .
قال ابن كثير : إسناده جيد قوي ، وفيه دلالة على أن القلب متى ذكر الله تصاغر الشيطان وغُلب ، وإن لم يذكر الله تعاظم وغلب .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.