وكذا قوله تعالى { إله الناس } فإِنه لبيان أن ملكه تعالى ليس بمجرد الاستيلاء عليهم ، والقيام بتدبير أمورهم ، وسياستهم ، والتولي لترتيب مبادئ حفظهم وحمايتهم كما هو قصارى أمر المملوك ؛ بل هو بطريق المعبودية المؤسسة على الألوهية المقتضية للقدرة التامة على التصرف الكلى فيهم ، إحياء وإماتة ، وإيجاداً وإعداماً . وتخصيص الإِضافة بالناس مع انتظام جميع العاملين في سلك ربوبيته تعالى وملكوتيته وألوهيته للإرشاد إلى منهاج الاستعاذة المرضية عنده تعالى الحقيقية بالإِعادة ؛ فإِن توسل العائذ بربه ، وانتسابه إليه تعالى بالمربوبية والمملوكية والعبودية في ضمن جنس هو فرد من أفراده ، من دواعي مزيد الرحمة والرأفة ، وأمره تعالى بذلك من دلائل الوعد الكريم بالإعاذة لا محالة ، ولأن المستعاذ منه شر الشيطان المعروف بعداوتهم ، ففي التنصيص على انتظامهم في سلك عبوديته تعالى وملكوته رمز إلى إنجائهم من ملكة الشيطان ، وتسلطه عليهم حسبما ينطق به قوله تعالى : { إِن عبادي ليس لك عليهم سلطان } [ سورة الحجر ، الآية 42 ] ، فمن جعل مدار تخصيص الإضافة مجرد كون الاستعاذة من المضار المختصة بالنفوس البشرية ، فقد قصر في توفية المقام حقه ، وأما جعل المستعاذ منه فيما سبق المضار البدنية فقد عرفت حاله ، وتكرير المضاف إليه لمزيد الكشف والتقرير والتشريف بالإضافة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.