وأما «إله النَّاس » فخاص لا شركة فيه ، فجعل غاية للبيان .
واعترض أبو حيَّان{[61171]} بأن البيان يكون بالجوامد ، ويجاب عنه بأن هذا جارٍ مجرى الجوامد ، وقد تقدم تقريره في «الرحمن الرحيم » أول الفاتحة .
وقال الزمخشري{[61172]} : فإن قلت : لم قيل : «بربِّ النَّاس » مضافاً إليهم خاصة ؟ .
قلت : لأن الاستعاذة وقعت من شر الوسواس في صدور الناس ، فكأنه قيل : أعوذ من شر الموسوس إلى الناس بربهم الذي يملك عليهم أمورهم .
قال الزمخشري : «فإن قلت : فهلاَّ اكتفي بإظهار المضاف إليه الذي هو النَّاس مرة واحدة ؟ لأن عطف البيان للبيان ، فكان مظنةً للإظهار دون الإضمار » .
وكرر لفظ «النَّاس » ؛ لأن عطف البيان يحتاج إلى مزيد الإظهار ، ولأن التكرار يقتضي مزيد شرف الناس ، وأنهم أشرف مخلوقاته .
قال ابن الخطيب{[61173]} : وإنما بدأ بذكر الرب تعالى ، وهم اسم لمن قام بتدبيره ، وإصلاحه من أوائل نعمه إلى أن رباه ، وأعطاه العقل ، فحينئذ عرف بالدليل أنه مملوك وأنه ملك ، فثنى بذكر الملك ، ثم لما علم أن العبادة لازمة له ، وعرف أنه معبود مستحق للعبادة ، وعرفه أنه إله ، فلهذا ختم به .
قال ابن الخطيب{[61174]} : ولم يقرأ في المشهورة هنا «مالك » بالألف ، كما قرئ به في الفاتحة ؛ لأن معنى المالك هو الربُّ ، فيلزم التكرار .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.