في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَجِاْيٓءَ يَوۡمَئِذِۭ بِجَهَنَّمَۚ يَوۡمَئِذٖ يَتَذَكَّرُ ٱلۡإِنسَٰنُ وَأَنَّىٰ لَهُ ٱلذِّكۡرَىٰ} (23)

ثم يجاء بجهنم فتقف متأهبة هي الأخرى !

" يومئذ يتذكر الإنسان " . . الإنسان الذي غفل عن حكمة الابتلاء بالمنع والعطاء . والذي أكل التراث أكلا لما ، وأحب المال حبا جما . والذي لم يكرم اليتيم ولم يحض على طعام المسكين . والذي طغى وأفسد وتولى . . يومئذ يتذكر . يتذكر الحق ويتعظ بما يرى . . ولكن لقد فات الأوان " وأنى له الذكرى ؟ " . . ولقد مضى عهد الذكرى ، فما عادت تجدي هنا في دار الجزاء أحدا ! وإن هي إلا الحسرة على فوات الفرصة في دار العمل في الحياة الدنيا !

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَجِاْيٓءَ يَوۡمَئِذِۭ بِجَهَنَّمَۚ يَوۡمَئِذٖ يَتَذَكَّرُ ٱلۡإِنسَٰنُ وَأَنَّىٰ لَهُ ٱلذِّكۡرَىٰ} (23)

21

المفردات :

وأنّى له الذكرى : من أين له منفعتها ؟ هيهات فقد جاءت بعد فوات الأوان .

التفسير :

23- وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكّر الإنسان وأنّى له الذكرى .

تأتي جهنم تتلمظ غيظا على من عصى الله تعالى ، ويراها الناس رأي العين .

قال تعالى : وبرّزت الجحيم لمن يرى . ( النازعات : 36 ) .

لقد كشفت جهنم للناظرين بعد أن اكنت غائبة عنهم ، فكأنها كانت بعيدة وجاءت إليهم ، عندئذ تذهب الغفلة وتجيء الفطنة ، ويتذكر الإنسان الغافل أيام غفلته ، ولكن بعد فوات الأوان .

إنه الآن يتعظ ويرق قلبه ووجدانه ، ويتحسر على الحياة التي أضاعه بغفلته ، ولكن لا تفيده هذه الذكرى ، فالدنيا عمل ولا حساب ، والآخرة حساب ولا عمل .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{وَجِاْيٓءَ يَوۡمَئِذِۭ بِجَهَنَّمَۚ يَوۡمَئِذٖ يَتَذَكَّرُ ٱلۡإِنسَٰنُ وَأَنَّىٰ لَهُ ٱلذِّكۡرَىٰ} (23)

{ وأنى له الذكرى } ومن أين له الانتفاع بالذكرى . أو الاتعاظ والتوبة ؛ وقد فرط فيها في الدنيا وأطاع نفسه وهواه .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{وَجِاْيٓءَ يَوۡمَئِذِۭ بِجَهَنَّمَۚ يَوۡمَئِذٖ يَتَذَكَّرُ ٱلۡإِنسَٰنُ وَأَنَّىٰ لَهُ ٱلذِّكۡرَىٰ} (23)

{ وجيء يومئذ بجهنم } تقاد بسبعين ألف زمام كل زمام بأيدي سبعين ألف ملك { يومئذ يتذكر الإنسان } يظهر الكافر التوبة { وأنى له الذكرى } ومن أين له التوبة

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَجِاْيٓءَ يَوۡمَئِذِۭ بِجَهَنَّمَۚ يَوۡمَئِذٖ يَتَذَكَّرُ ٱلۡإِنسَٰنُ وَأَنَّىٰ لَهُ ٱلذِّكۡرَىٰ} (23)

" وجيء يومئذ بجهنم " قال ابن مسعود ومقاتل : تقاد جهنم بسبعين ألف زمام ، كل زمام بيد سبعين ألف ملك ، لها تغيظ وزفير ، حتى تنصب عن يسار العرش . وفي صحيح مسلم عن عبد اللّه بن مسعود قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : [ يؤتى بجهنم ، لها سبعون ألف زمام ، مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها ] . وقال أبو سعيد الخدري : لما نزلت " وجيء يومئذ بجهنم " تغير لون رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، وعرف في وجهه . حتى اشتد على أصحابه ، ثم قال : [ أقرأني جبريل " كلا إذا دكت الأرض دكا دكا " الآية ، جيء يومئذ بجهنم ] . قال علي رضي اللّه عنه : قلت يا رسول اللّه ، كيف يجاء بها ؟ قال : ( تؤتى بها تقاد بسبعين ألف زمام ، يقود بكل زمام سبعون ألف ملك ، فتشرد شردة لو تركت لأحرقت أهل الجمع ثم تعرض لي جهنم فتقول : ما لي ولك يا محمد ، إن اللّه قد حرم لحمك علي ) فلا يبقى أحد إلا قال نفسي نفسي إلا محمد صلى اللّه عليه وسلم فإنه يقول : رب أمتي رب أمتي

قوله تعالى : " يومئذ يتذكر الإنسان " أي يتعظ ويتوب . وهو الكافر ، أو من همته معظم الدنيا{[16061]} . " وأنى له الذكرى " أي ومن أين له الاتعاظ والتوبة وقد فرط فيها في الدنيا . ويقال : أي ومن أين له منفعة الذكرى . فلا بد من تقدير حذف المضاف ، وإلا فبين " يومئذ يتذكر " وبين " وأنى له الذكرى " تناف . قاله الزمخشري .


[16061]:هكذا وردت في جميع نسخ الأصل. وفي تفسير ابن عادل: "ومن همته الدنيا".
 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{وَجِاْيٓءَ يَوۡمَئِذِۭ بِجَهَنَّمَۚ يَوۡمَئِذٖ يَتَذَكَّرُ ٱلۡإِنسَٰنُ وَأَنَّىٰ لَهُ ٱلذِّكۡرَىٰ} (23)

{ وجيء يومئذ بجهنم } قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يؤتى يومئذ بجهنم معها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها " .

{ يومئذ يتذكر الإنسان } يومئذ بدل من إذا دكت ويتذكر هو العامل وهو جواب إذا دكت ، والمعنى : أن الإنسان يتذكر يوم القيامة لأعماله في الدنيا ويندم على تفريطه وعصيانه والإنسان هنا جنس ، وقيل : يعني عتبة بن ربيعة ، وقيل : أمية بن خلف .

{ وأنى له الذكرى } هذا على حذف تقديره أنى له الانتفاع بالذكرى كما تقول ندم حين لم تنفعه الندامة .