في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَلَقَدِ ٱخۡتَرۡنَٰهُمۡ عَلَىٰ عِلۡمٍ عَلَى ٱلۡعَٰلَمِينَ} (32)

17

ثم يذكر اختيار الله لبني إسرائيل - على علم - بحقيقتهم كلها ، خيرها وشرها . اختيارهم على العالمين في زمانهم بطبيعة الحال ، لما يعلمه الله من أنهم أفضل أهل زمانهم وأحقهم بالاختيار والاستخلاف ؛ على كل ما قصه عنهم بعد ذلك من تلكؤ ومن انحراف والتواء . مما يشير إلى أن اختيار الله ونصره قد يكون لأفضل أهل زمانهم ؛ ولو لم يكونوا قد بلغوا مستوى الإيمان العالي ؛ إذا كانت فيهم قيادة تتجه بهم إلى الله على هدى وعلى بصيرة واستقامة .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَلَقَدِ ٱخۡتَرۡنَٰهُمۡ عَلَىٰ عِلۡمٍ عَلَى ٱلۡعَٰلَمِينَ} (32)

30

المفردات :

اخترناهم : اصطفيناهم .

على علم : عالمين باستحقاقهم ذلك أو على معرفة بحالهم .

التفسير :

32- { ولقد اخترناهم على علم على العالمين } .

أي : اخترناهم واصطفيناهم لميراث الأرض ، حيث قادهم يوشع بن نون من بعد موسى ، ففتح بهم أريحا وأطاح بالشرك في هذا الإقليم ، أي : اخترناهم عالمين باستحقاقهم لهذا الميراث على عالمي زمانهم .

وقيل : المعنى : اخترناهم مع علمنا بأنهم ستكون لهم عيوب ورذائل في المستقبل مثل تحريف التوراة ، وتحريف الكلم عن مواضعه ، لكن كانت لهم قيادة صالحة تقوم ما هم عليه من تلكؤ ومن انحراف والتواء " مما يشير إلى أن اختيار الله ونصره لهم قد يكون لأنهم أفضل أهل زمانهم ، ولو لم يكونوا قد بلغوا مستوى الإيمان العالي ، إذا كانت فيهم قيادة تتجه بهم إلى الله على هدى وعلى بصيرة واستقامة " 9 .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَلَقَدِ ٱخۡتَرۡنَٰهُمۡ عَلَىٰ عِلۡمٍ عَلَى ٱلۡعَٰلَمِينَ} (32)

على عِلم : عالمين باستحقاقهم ذلك .

على العالمين : في زمانهم .

وبيّن أنَّه اصطفاهم على عالَمِ زمانهم .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَلَقَدِ ٱخۡتَرۡنَٰهُمۡ عَلَىٰ عِلۡمٍ عَلَى ٱلۡعَٰلَمِينَ} (32)

{ وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ } أي : اصطفيناهم وانتقيناهم { عَلَى عِلْمٍ } منا بهم وباستحقاقهم لذلك الفضل { عَلَى الْعَالَمِينَ } أي : عالمي زمانهم ومن قبلهم وبعدهم حتى أتى الله بأمة محمد صلى الله عليه وسلم ففضلوا العالمين كلهم وجعلهم الله خير أمة أخرجت للناس وامتن عليهم بما لم يمتن به على غيرهم .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَلَقَدِ ٱخۡتَرۡنَٰهُمۡ عَلَىٰ عِلۡمٍ عَلَى ٱلۡعَٰلَمِينَ} (32)

ولما كانت قريش{[57550]} تفتخر بظواهر{[57551]} الأمور من الزينة والغرور ويعدونه تعظيماً من الله ويعدون ضعف الحال في الدنيا شقاء{[57552]} وبعداً من الله ، رد عليهم قولهم بما أتى بني إسرائيل على ما كانوا فيه من الضعف و{[57553]}سوء الحال{[57554]} بعد إهلاك{[57555]} آل فرعون بعذاب الاستئصال ، فقال مؤكداً لاستبعاد قريش أن يختار من قل{[57556]} حظه من{[57557]} الدنيا : { ولقد } اخترناهم } أي فعلنا بما لنا من العظمة في جعلنا لهم{[57558]} خياراً فعل من اجتهد في ذلك ، وعظم أمرهم بقوله بانياً على ما تقديره : اختياراً مستعلياً { على علم } أي منا بما يكون منهم من خير وشر ، وقد ظهر من آثاره أنكم صرتم تسألونهم وأنتم صريح ولد إسماعيل عليه الصلاة والسلام عما ينوبكم وتجعلونهم قدوتكم فيما يصيبكم و{[57559]}تضربون إليه أكباد الإبل ، وهكذا يصير عن قليل كل من اتبع رسولكم صلى الله عليه وسلم منكم ومن غيركم . ولما بين{[57560]} المفضل ، بين المفضل عليه فقال : { على العالمين * } أي الموجودين في زمانهم بما أنزلنا عليهم من الكتب وأرسلنا إليهم من الرسل .


[57550]:ومن هنا استأنفت نسخة م.
[57551]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: بظاهر.
[57552]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: مقتا.
[57553]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: ما سوء.
[57554]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: ما سوء.
[57555]:من ظ وم ومد، وفي الأصل:إهلاكهم أي
[57556]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: قلة.
[57557]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: في.
[57558]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: هم.
[57559]:في الأصل و ظ بياض ملأناه من م ومد.
[57560]:زيد في الأصل: حال، ولم تكن الزيادة في ظ و م ومد فحذفناها.