ألا يعلم من خلق كيف لا يعلم سركم كما يعلم جهركم ، وهو الخالق لكم ، فالخالق يعرف مخلوقه .
وهو اللطيف : العالم بالخفيّات .
14- ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير .
ألا يعلم الله الخفايا وبواطن الأمور للإنسان الذي خالقه ، وشقّ سمعه وبصره ، وهو الدّقيق في علمه ، الخبير بكلّ كائن قبل أن يكون ، إنه سبحانه خالقنا ورازقنا ، وهو العليم بخبايا نفوسنا .
ثم قال -مستدلا بدليل عقلي على علمه- : { أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ } فمن خلق الخلق وأتقنه وأحسنه ، كيف لا يعلمه ؟ ! { وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ } الذي لطف علمه وخبره ، حتى أدرك السرائر والضمائر ، والخبايا [ والخفايا والغيوب ] ، وهو الذي { يعلم السر وأخفى } ومن معاني اللطيف ، أنه الذي يلطف بعبده ووليه ، فيسوق إليه البر والإحسان من حيث لا يشعر ، ويعصمه من الشر ، من حيث لا يحتسب ، ويرقيه إلى أعلى المراتب ، بأسباب لا تكون من [ العبد ] على بال ، حتى إنه يذيقه المكاره ، ليتوصل بها إلى المحاب الجليلة ، والمقامات النبيلة .
{ ألا يعلم من خلق } هذا برهان على أن الله تعالى يعلم كل شيء ، لأن الخالق يعلم مخلوقاته ، ويحتمل أن يكون ( من خلق ) فاعلا يراد به الخالق ، والمفعول محذوف تقديره : ألا يعلم الخالق خلقه ، أو يكون ( من خلق ) مفعولا ، والفاعل مضمر تقديره : ألا يعلم الله من خلق ، والأول أرجح ، لأن من خلق إذا كان مفعولا اختص بمن يعقل ، والمعنى الأول يعم من يعقل ومن لا يعقل .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.