ثم أنكر أن لا يحيط علماً بالمضمر والمسر والمجهر { مَنْ خَلَقَ } الأشياء ، وحاله أنه اللطيف الخبير ، المتوصل علمه إلى ما ظهر من خلقه وما بطن . ويجوز أن يكون { مَنْ خَلَقَ } منصوباً بمعنى : ألا يعلم مخلوقه وهذه حاله . وروي أنّ المشركين كانوا يتكلمون فيما بينهم بأشياء ، فيظهر الله رسوله عليها ، فيقولون : أسروا قولكم لئلا يسمعه إله محمد ، فنبه الله على جهلهم .
فإن قلت : قدرت في { أَلاَ يَعْلَمُ } مفعولاً على معنى : ألا يعلم ذلك المذكور مما أضمر في القلب وأظهر باللسان من خلق ، فهلا جعلته مثل قولهم : هو يعطي ويمنع ؛ وهلا كان المعنى : ألا يكون عالماً من هو خالق ؛ لأنّ الخلق لا يصح إلا مع العلم ؟ قلت : أبت ذلك الحال التي هي قوله : { وَهُوَ اللطيف الخبير } لأنك لو قلت : ألا يكون عالماً من هو خالق وهو اللطيف الخبير : لم يكن معنى صحيحاً ؛ لأنّ ألا يعلم معتمد على الحال . والشيء لا يوقت بنفسه ، فلا يقال : ألا يعلم وهو عالم ، ولكن ألا يعلم كذا وهو عالم بكل شيء .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.