فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{أَلَا يَعۡلَمُ مَنۡ خَلَقَ وَهُوَ ٱللَّطِيفُ ٱلۡخَبِيرُ} (14)

{ ألا يعلم } الاستفهام للإنكار ، والمقصود نفي عدم إحاطة علمه تعالى بالمضمر والمظهر ، والمعنى ألا يعلم السر ومضمرات القلوب { من خلق } ذلك وأوجده . فالموصول عبارة عن الخالق ، ويجوز أن يكون عن المخلوق ، وفي { يعلم } ضمير يعود إلى الله ، المخلوق الذي هو من جملة خلقه ، فإن الأسرار والجهر ومضمرات القلوب من جملة خلقه . وفيه إثبات خلق الأقوال ، فيكون دليلا على خلق أفعال العباد . وقال أبو بكر بن الأصم وجعفر بن حرب : " من " مفعول والفاعل مضمر وهو الله تعالى ، فاحتالا بهذا لنفي خلق الأفعال ، { وهو اللطيف الخبير } أي الذي لطف علمه بما في القلوب ، الخبير بما تسره وتضمره من الأمور ، لا تخفى عليه من ذلك خافية .