في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَكَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَا كِذَّابٗا} (28)

( وكذبوا بآياتنا كذابا ) . . وجرس اللفظ فيه شدة توحي بشدة التكذيب وشدة الإصرار عليه .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَكَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَا كِذَّابٗا} (28)

17

المفردات :

كذابا : تكذيبا شديدا .

التفسير :

28- وكذّبوا بآياتنا كذابا .

وكذّبوا برسالات السماء وبالبعث والقيامة والحساب ، تكذيبا شديدا منكرا ، تضمّن سلوكهم المعيب مع الرسل ، وتكذيبهم بالقرآن وبالنبي محمد صلى الله عليه وسلم .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَكَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَا كِذَّابٗا} (28)

" وكذبوا بآياتنا كذابا " أي بما جاءت به الأنبياء . وقيل : بما أنزلنا من الكتب . وقراءة العامة " كذابا " بتشديد الذال ، وكسر الكاف ، على كذب ، أي كذبوا تكذيبا كبيرا . قال الفراء : هي لغة يمانية فسيحة ، يقولون : كذبت [ به ]{[15752]} كذابا ، وخرقت القميص خراقا ، وكل فعل في وزن ( فعل ) فمصدره فعال مشدد في لغتهم ، وأنشد بعض الكلابيين :

لقد طال ما ثَبَّطْتِنِي عن صحابتي *** وعن حِوِجٍ قَضَاؤُهَا من شِفَائِنَا

وقرأ علي رضي الله عنه " كذابا " بالتخفيف وهو مصدر أيضا . وقال أبو علي : التخفيف والتشديد جميعا : مصدر المكاذبة ، كقول الأعشى :

فصدقتها وكَذَبْتُهَا{[15753]} *** والمرء ينفعه كِذَابَهْ

أبو الفتح : جاءا جميعا مصدر كذب وكذب جميعا . الزمخشري : " كذابا " بالتخفيف مصدر كذب ، بدليل قوله :

فصدقتها وكَذَبْتُهَا *** والمرء ينفعه كِذَابَهْ

وهو مثل قوله : " أنبتكم من الأرض نباتا " [ نوح : 17 ] يعني وكذبوا بآياتنا أفكذبوا كذابا . أو تنصبه ب " كذبوا " . لأنه يتضمن معنى كذبوا ، لأن كل مكذب بالحق كاذب ؛ لأنهم إذا كانوا عند المسلمين كاذبين ، وكان المسلمون عندهم كاذبين ، فبينهم مكاذبة . وقرأ ابن عمر " كذابا " بضم الكاف والتشديد ، جمع كاذب ، قاله أبو حاتم . ونصبه على الحال الزمخشري . وقد يكون الكذاب : بمعنى الواحد البليغ في الكذب ، يقال : رجل كذاب ، كقولك حسان وبخال ، فيجعله صفة لمصدر " كذبوا " أي تكذيبا كذابا مفرطا كذبه . وفي الصحاح : وقوله تعالى : " وكذبوا بآياتنا كذابا " وهو أحد مصادر المشدد ؛ لأن مصدره قد يجيء على ( تفعيل ) مثل التكليم وعلى ( فعال ) كذاب وعلى ( تفعلة ) مثل توصية ، وعلى ( مفعل ) ؛ " ومزقناهم كل ممزق " .


[15752]:الزيادة من معاني القرآن للفراء.
[15753]:قال الشهاب: وضمير صدقتها وكذبتها للنفس. والمراد: أنه يصدق نفسه: تارة، بأن يقول إن أمانيها محققة، وتكذيبها بخلافه، أو على العكس.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَكَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَا كِذَّابٗا} (28)

ولما دل{[71189]} انتفاء رجائهم على تكذيبهم المفسد للقوة العلمية ، صرح به على وجه أعم فقال : { وكذبوا بآياتنا } أي على ما لها من العظمة الدالة{[71190]} أنها من{[71191]} عندنا { كذاباً * } أي تكذيباً هو في غاية المبالغة بحيث لو سمعوا أكذب{[71192]} الكذب ما كذبوا به{[71193]} كما كذبوا بها ، فكان{[71194]} تجريعهم لما لا يصح{[71195]} أن يشربه أحد{[71196]} - وإن جرع منه شيئاً-{[71197]} مات في الحال من غير موت - لهم جزاء على تكذيبهم بالحوارق التي يجرعون بها الصادقين أنواع {[71198]}الحرق ، وقرئ{[71199]} بالتخفيف للدلالة على أنهم كذبوا في تكذيبهم .


[71189]:من م، وفي الأصل و ظ: دلت.
[71190]:من ظ و م، وفي الأصل: الدال.
[71191]:من ظ و م، وفي الأصل: على.
[71192]:من ظ و م، وفي الأصل: أكد.
[71193]:من ظ و م، وفي الأصل: بها.
[71194]:زيد في الأصل: فكان تقر منهم بما لا يوصف و، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[71195]:من ظ و م، وفي الأصل: لا يوصف أيضا.
[71196]:زيد يف الأصل: ويخرج منه، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[71197]:زيد من ظ و م.
[71198]:من ظ و م، وفي الأصل: الجرب وقرأ.
[71199]:من ظ و م، وفي الأصل: الجرب وقرأ.