في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{أَمۡ أَنزَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ سُلۡطَٰنٗا فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِمَا كَانُواْ بِهِۦ يُشۡرِكُونَ} (35)

33

وبعد هذه المعاجلة بالتهديد الرعيب يعود فيسأل في استنكار عن سندهم في هذا الشرك الذي يجازون به نعمة الله ورحمته ؛ وهذا الكفر الذي ينتهون إليه :

( أم أنزلنا عليهم سلطانا فهو يتكلم بما كانوا به يشركون ? ) . .

فإنه لا ينبغي لبشر أن يتلقى شيئا في أمر عقيدته إلا من الله . فهل أنزلنا عليهم حجة ذات قوة وسلطان تشهد بهذا الشرك الذي يتخذونه ? وهو سؤال استنكاري تهكمي ، يكشف عن تهافت عقيدة الشرك ، التي لا تستند إلى حجة ولا تقوم على دليل . ثم هو سؤال تقريري من جانب آخر ، يقرر أنه لا عقيدة إلا ما يتنزل من عند الله . وما يأتي بسلطان من عنده . وإلا فهو واهن ضعيف .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{أَمۡ أَنزَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ سُلۡطَٰنٗا فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِمَا كَانُواْ بِهِۦ يُشۡرِكُونَ} (35)

القول في تأويل قوله تعالى : { أَمْ أَنزَلْنَا عَلَيْهِمْ سُلْطَاناً فَهُوَ يَتَكَلّمُ بِمَا كَانُواْ بِهِ يُشْرِكُونَ } .

يقول تعالى ذكره : أم أنزلنا على هؤلاء الذين يشركون في عبادتنا الاَلهة والأوثان ، كتابا بتصديق ما يقولون ، وبحقيقة ما يفعلون فَهُوَ يَتَكَلّمُ بِمَا كانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ يقول : فذلك الكتاب ينطق بصحة شركهم وإنما يعني جلّ ثناؤه بذلك : أنه لم يُنْزل بما يقولون ويفعلون كتابا ، ولا أرسل به رسولاً ، وإنما هو شيء افتعلوه واختلقوه ، اتباعا منهم لأهوائهم . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قَتادة ، قوله أمْ أنْزَلْنا عَلَيْهِمْ سُلْطانا فَهُوَ يَتَكَلّمُ بِمَا كانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ يقول : أم أنزلنا عليهم كتابا فهو ينطق بشركهم .