اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{أَمۡ أَنزَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ سُلۡطَٰنٗا فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِمَا كَانُواْ بِهِۦ يُشۡرِكُونَ} (35)

قوله : { أَمْ أَنْزَلْنَا عَلَيْهِمْ سُلْطَاناً } أي بُرْهَاناً وحُجَّةً ، فإن جعلناهُ حقيقة كان يتكلم مجازاً{[42066]} ، وإن جعلناه على حذف مضاف أي ذا سلطان كان يتكلم حقيقة ، وقال أبو البقاء هنا : وقيل : هو جمع سليط كرغيف ورغفان انتهى{[42067]} .

قال شهاب الدين : وهذا لا يجوز لأنه كان ينبغي أن يقال{[42068]} فهم يتكلمون . و «فَهُوَ يَتَكَلَّمُ » جواب الاستفهام الذي تضمنته «أم » المنقطعة{[42069]} ، وهذا استفهام بمعنى الإِنكار أي ما أنزلنا بما يقولون سلطاناً ، قال ابن عباس : حجة وعُذْرا{[42070]} ، وقال قتادة : كتاباً يتكلم بما كانوا به{[42071]} يشركون «أي ينطق بشركهم » .


[42066]:الكشاف 3/222 و 223.
[42067]:انظر: التبيان 10401 و 1040.
[42068]:انظر: الدر المصون 4/327.
[42069]:المرجع السابق والبحر المحيط 7/173.
[42070]:انظر: القرطبي 14/34.
[42071]:السابق 14/33.