فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{أَمۡ أَنزَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ سُلۡطَٰنٗا فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِمَا كَانُواْ بِهِۦ يُشۡرِكُونَ} (35)

{ أَمْ أَنزَلْنَا عَلَيْهِمْ سلطانا } أم هي المنقطعة ، والاستفهام للإنكار والسلطان الحجة الظاهرة { فَهُوَ يَتَكَلَّمُ } أي يدل كما في قوله : { هذا كتابنا يَنطِقُ عَلَيْكُم بالحق } [ الجاثية : 29 ] قال الفراء : إن العرب تؤنث السلطان ، يقولون : قضت به عليك السلطان ، فأما البصريون فالتذكير عندهم أفصح ، وبه جاء القرآن ، والتأنيث عندهم جائز لأنه بمعنى الحجة . وقيل : المراد بالسلطان هنا الملك { بِمَا كَانُواْ بِهِ يُشْرِكُونَ } أي ينطق بإشراكهم بالله سبحانه ، ويجوز أن تكون الباء سببية ، أي بالأمر الذي بسببه يشركون .

/خ37