فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{أَمۡ أَنزَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ سُلۡطَٰنٗا فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِمَا كَانُواْ بِهِۦ يُشۡرِكُونَ} (35)

{ أم أنزلنا عليهم سلطانا } أم ، هي المنقطعة ، والاستفهام للإنكار ، على مذهب الكوفيين ، ومذهب البصريين أنها بمعنى بل والهمزة .

والسلطان : الحجة الظاهرة ، وفيه التفات عن الخطاب إلى الغيبة للإيذان بالإعراض عنهم وبعدهم عن ساحة الخطاب ، قال الفراء : إن العرب تؤنث السلطان ، يقولون : قضت به عليك السلطان ، فأما البصريون فالتذكير عندهم أفصح ، وجاء به القرآن ، والتأنيث عندهم جائز لأنه بمعنى الحجة ، وقيل : المراد بالسلطان هنا : الملك .

{ فهو يتكلم } أي يدل ، كما في قوله : { هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق } وهو في حيز النفي المستفاد من أم { بما كانوا يشركون } أي ينطق بإشراكهم بالله سبحانه أو المعنى بالأمر الذي كانوا بسببه يشركون .