السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{أَمۡ أَنزَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ سُلۡطَٰنٗا فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِمَا كَانُواْ بِهِۦ يُشۡرِكُونَ} (35)

{ أم أنزلنا عليهم سلطاناً } أي : دليلاً واضحاً قاهراً أو ذا سلطان أي : ملك معه برهان ، فقوله تعالى { فهو يتكلم } على الأوّل كلاماً مجازياً وعلى الثاني كلاماً حقيقياً ، وعلى كلا الحالين هو جواب للاستفهام الذي تضمنته أم المنقطعة { بما } أي : بصحة ما { كانوا به يشركون } أي : فيأمرهم بالإشراك بحيث لا يجدوا بداً من متابعته لتزول عنهم الملامة ، وهذا الاستفهام بمعنى الإنكار أي : ما أنزلنا بما يقولون سلطاناً ، قال ابن عباس : حجة وعذراً ، وقال قتادة : كتاباً يتكلم بما كانوا به يشركون أي : ينطق بشركهم .