المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية  
{أَمۡ أَنزَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ سُلۡطَٰنٗا فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِمَا كَانُواْ بِهِۦ يُشۡرِكُونَ} (35)

وقوله { أم } بمعنى بل وألف الاستفهام كأن أضرب عن صدر الكلام ورجع إلى هذه الحجة ، و «السلطان » هنا البرهان من رسول أو كتاب ونحوه ، والسلطان في كلام العرب جمع سليط كرغيف ورغفان وغدير وغدران فهو مأخوذ من التسلط والتغلب ، ولزم هذا الاسم في العرف الرئيس لأنه سليط بوجه الحق ، ولزمه اسم جمع من حيث أنواع الغلبة والملك عنده ، وقال قوم : هو اسم مفرد وزنه فعلان ، وقوله تعالى : { فهو يتكلم } معناه أن يظهر حجتهم وينطق بشركهم قاله قتادة ، فيقوم ذلك مقام الكلام ، كما قال تعالى { هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق }{[9317]} [ الجاثية : 29 ] .


[9317]:من الآية 29 من سورة الجاثية.