فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{أَمۡ أَنزَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ سُلۡطَٰنٗا فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِمَا كَانُواْ بِهِۦ يُشۡرِكُونَ} (35)

{ أم أنزلنا عليهم سلطانا } تحدث عنهم بالحكاية عن غائبين ، بعد أن كان الخطاب في ختام الآية السابقة موجها إليهم ، والسلطان : البرهان والحجة والدليل ، والاستفهام إنكاري ، فكأن المعنى : أأنزلنا عليهم حجة ودليلا يشهد لما ادعوه ؟ ، وقيل : قد يراد : هل أنزلنا ملكا ذا سلطان وصاحب برهان فأوحى إلي أحد بما قالوه ؟ ! حاشا { فهو يتكلم بما كانوا به يشركون } فهو يقول أو يقر بشركهم وشركائهم ؟ معاذ الله ، فلقد جاء الحق من ربنا الحق يتحدى أهل الباطل والإفك ، ويقول : )قل أرأيتم ما تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السماوات ائتوني بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم إن كنتم صادقين( {[3349]} وقال تبارك اسمه : ) . . أتجادلونني في أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما نزل الله بها من سلطان . . ( {[3350]} وقال جل ثناؤه : ) . . إن عندكم من سلطان بهذا أتقولون على الله ما لا تعلمون( {[3351]} وقال وهو أصدق القائلين : )ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان . . ( {[3352]} ( ويعبدون من دون الله ما لم ينزل به سلطانا وما ليس لهم به علم . . ( {[3353]} .


[3349]:سورة الأحقاف. الآية 4.
[3350]:سورة الأعراف. من الآية 71.
[3351]:سورة يونس. من الآية 68.
[3352]:سورة يوسف. من الآية 40.
[3353]:سورة الحج. من الآية 71.