تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{يَوۡمَ يَبۡعَثُهُمُ ٱللَّهُ جَمِيعٗا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوٓاْۚ أَحۡصَىٰهُ ٱللَّهُ وَنَسُوهُۚ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدٌ} (6)

{ 6-7 } { يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ * أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }

يقول الله تعالى : { يوم يبعثهم الله } جميعا فيقومون من أجداثهم سريعا فيجازيهم بأعمالهم { فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا } من خير وشر ، لأنه علم ذلك ، وكتبه في اللوح المحفوظ ، وأمر الملائكة الكرام الحفظة بكتابته ، هذا { و } العاملون قد نسوا ما عملوه ، والله أحصى ذلك .

{ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } على الظواهر{[1009]}  والسرائر ، والخبايا والخفايا .


[1009]:- في ب: على الظواهر.
 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{يَوۡمَ يَبۡعَثُهُمُ ٱللَّهُ جَمِيعٗا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوٓاْۚ أَحۡصَىٰهُ ٱللَّهُ وَنَسُوهُۚ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدٌ} (6)

وقوله تعالى : { يوم يبعثهم الله } العامل في : { يوم } قوله : { مهين } ، ويحتمل أن يكون فعلاً مضمراً تقديره : اذكر . وقوله : { ونسوه } نسيان على بابه ، لأن الكافر لا يحفظ تفاصيل أعماله ولما أخبر تعالى أنه { على كل شيء شهيد } وقف محمد عليه السلام توقيفاً تشاركه فيه أمته .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{يَوۡمَ يَبۡعَثُهُمُ ٱللَّهُ جَمِيعٗا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوٓاْۚ أَحۡصَىٰهُ ٱللَّهُ وَنَسُوهُۚ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدٌ} (6)

يجوز أن يكون { يوم } ظرفاً متعلقاً بالكون المقدّر في خبر المبتدأ من { للكافرين عذاب مهين } [ المجادلة : 5 . ]

ويجوز أن يكون متعلقاً ب { مهين } ، ويجوز أن يكون منصوباً على المفعول به لفعل تقديره : أذكر تنويهاً بذلك اليوم وتهويلاً عليهم ، وهذا كثير في أسماء الزمان التي وقعت في القرآن . وقد تقدم في قوله تعالى : { وإذ قال ربك للملائكة أني جاعل في الأرض خليفة } في سورة [ البقرة : 30 ] .

وضمير الجمع عائد إلى { الذين يحادون الله ورسوله } و { الذين من قبلهم } [ المجادلة : 5 ] . ولذلك أتى بلفظ الشمول وهو { جميعاً } حالاً من الضمير .

وقوله : { فينبئهم بما عملوا } تهديد بفضح نفاقهم يوم البعث . وفيه كناية عن الجزاء على أعمالهم .

وجملة { أحصاه الله ونسوه } في موضع الحال من ( ما عملوا ) .

والمقصود من الحال هو ما عطف عليها من قوله : { ونسوه } لأن ذلك محلّ العبرة . وبه تكون الحال مؤسسة لا مؤكدة لعاملها ، وهو « ينبئهم » ، أي علمه الله علماً مفصلاً من الآن ، وهم نسوه ، وذلك تسجيل عليهم بأنهم متهاونون بعظيم الأمر وذلك من الغرور ، أي نسوه في الدنيا بَلْهَ الآخرة فإذا أُنبئوا به عجبوا قال تعالى : { ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضراً } [ الكهف : 49 ] .

وجملة { والله على كل شيء شهيد } تذييل . والشهيد : العالم بالأمور المشاهدة .