وأصحاب الأيكة كذبوا " شعيبًا " وقوم تبع ، وتبع كل ملك ملك اليمن في الزمان السابق قبل الإسلام{[818]} فقوم تبع كذبوا الرسول ، الذي أرسله الله إليهم ، ولم يخبرنا الله من هو ذلك الرسول ، وأي تبع من التبابعة ، لأنه -والله أعلم- كان مشهورًا عند العرب لكونهم من العرب العرباء ، الذين لا تخفى ماجرياتهم على العرب خصوصًا مثل هذه الحادثة العظيمة .
فهؤلاء كلهم كذبوا الرسل ، الذين أرسلهم الله إليهم ، فحق عليهم وعيد الله وعقوبته ، ولستم أيها المكذبون لمحمد صلى الله عليه وسلم ، خيرًا منهم ، ولا رسلهم أكرم على الله من رسولكم ، فاحذروا جرمهم ، لئلا يصيبكم ما أصابهم .
و { الأيكة } : الشجر الملتف ، وهم قوم شعيب ، والألف واللام من { الأيكة } غير معرفة ، لأن «أيكة » اسم علم كطلحة يقال أيكة وليكة ، فهي كالألف واللام في الشمس والقمر وفي الصفات الغالبة وفي هذا نظر . وقرأ «الأيكة » بالهمز أبو جعفر ونافع وشيبة وطلحة .
{ وقوم تبع } هم حمير و { تبع } - سم فيهم ، يذهب تبع ويجيء تبع ككسرى في الفرس وقيصر في الروم ، وكان أسعد أبو كرب أحد التبابعة رجلاً صالحاً صحب حبرين فتعلم منهما دين موسى عليه السلام ثم إن قومه أنكروا ذلك عليه فندبهم إلى محاجة الحبرين ، فوقعت بينهم مجادلة ، واتفقوا على أن يدخلوا جميعهم النار التي في القربان ، فمن أكلته فهو المبطل ، فدخلوها فاحترق { قوم تبع } ، وخرج الحبران تعرق جباههما ، فهلك القوم المخالفون وآمن سائر { قوم تبع } بدين الحبرين .
وفي الحديث اختلاف كثير . أثبت أصح ذلك على ما في سير ابن هشام . وذكر الطبري عن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «لا تلعنوا تبعاً ، فإنه كان قد أسلم »{[10524]} وحكى الثعلبي عن ابن عباس أن تبعاً كان نبياً .
وقوله تعالى : { كل كذب الرسل } قال سيبويه ، التقدير : كلهم وحذف لدلالة كل عليه إيجازاً . و «الوعيد » الذي حق : هو ما سبق به القضاء من تعذيب الكفرة وإهلاك الأمم المكذبة ، ففي هذا تخويف من كذب محمداً صلى الله عليه وسلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.