تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَنَزَعۡنَا مِن كُلِّ أُمَّةٖ شَهِيدٗا فَقُلۡنَا هَاتُواْ بُرۡهَٰنَكُمۡ فَعَلِمُوٓاْ أَنَّ ٱلۡحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنۡهُم مَّا كَانُواْ يَفۡتَرُونَ} (75)

فإذا حضروا وإياهم ، نزع { مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ } من الأمم المكذبة { شَهِيدًا } يشهد على ما جرى في الدنيا ، من شركهم واعتقادهم ، وهؤلاء بمنزلة المنتخبين .

أي : انتخبنا من رؤساء المكذبين من يتصدى للخصومة عنهم ، والمجادلة عن إخوانهم ، ومن هم وإياهم على طريق واحد ، فإذا برزوا للمحاكمة { فَقُلْنَا هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ } حجتكم ودليلكم على صحة شرككم ، هل أمرناكم بذلك ؟ هل أمرتكم رسلي ؟ هل وجدتم ذلك في شيء من كتبي ؟ هل فيهم أحد يستحق شيئا من الإلهية ؟ هل ينفعونكم ، أو يدفعون عنكم من عذاب اللّه أو يغنون عنكم ؟ فليفعلوا إذا [ إن ] كان فيهم أهلية{[613]}  وليروكم إن كان لهم قدرة ، { فَعَلِمُوا } حينئذ بطلان قولهم وفساده ، و { أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ } تعالى ، قد توجهت عليهم الخصومة ، وانقطعت حجتهم ، وأفلجت حجة اللّه ، { وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ } من الكذب والإفك ، واضمحل وتلاشى وعدم ، وعلموا أن اللّه قد عدل فيهم ، حيث لم يضع العقوبة إلا بمن استحقها واستأهلها .


[613]:- كذا في ب، وفي أ: فيهم إلهية.
 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَنَزَعۡنَا مِن كُلِّ أُمَّةٖ شَهِيدٗا فَقُلۡنَا هَاتُواْ بُرۡهَٰنَكُمۡ فَعَلِمُوٓاْ أَنَّ ٱلۡحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنۡهُم مَّا كَانُواْ يَفۡتَرُونَ} (75)

{ ونزعنا } وأخرجنا . { من كل أمة شهيدا } وهو نبيهم يشهد عليهم بما كانوا عليه . { فقلنا } للأمم . { هاتوا برهانكم } على صحة ما كنتم تدينون به . { فعلموا } حينئذ . { أن الحق لله } في الألوهية لا يشاركه فيها أحد . { وضل عنهم } وغاب عنهم غيبة الضائع . { ما كانوا يفترون } من الباطل .