فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَنَزَعۡنَا مِن كُلِّ أُمَّةٖ شَهِيدٗا فَقُلۡنَا هَاتُواْ بُرۡهَٰنَكُمۡ فَعَلِمُوٓاْ أَنَّ ٱلۡحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنۡهُم مَّا كَانُواْ يَفۡتَرُونَ} (75)

{ ونزعنا } جاء بصيغة الماضي للدلالة على التحقيق أي أخرجنا { من كل أمة } من الأمم { شهيدا } يشهد عليهم بما قالوا قال مجاهد : هم الأنبياء وقيل : عدول كل أمة ، والأول أولى ، ومثله قوله سبحانه : { فكيف إذا جئنا من كل أمة لشهيد ، وجئنا بك على هؤلاء شهيدا } ثم بيّن سبحانه ما يقوله لكل أمة من هذه الأمم بقوله :

{ فقلنا } لهم : { هاتوا برهانكم } أي : حجتكم ودليلكم بأن معي شركاء : فعند ذلك اعترفوا وخرسوا عن إقامة البرهان ولذا قال :

{ فعلموا أن الحق لله } في الآلهية وأنه وحده لا شريك له { وضل عنهم ما كانوا يفترون } أي غاب عنهم غيبة الشيء الضائع ، وبطل ، وذهب ما كانوا يختلقون من الكذب في الدنيا بأن لله شركاء يستحقون العبادة ، ثم عقب سبحانه حديث أهل الضلال بقصة قارون ، لما اشتملت عليه من بديع القدرة ، وعجيب الصنع فقال :