غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَنَزَعۡنَا مِن كُلِّ أُمَّةٖ شَهِيدٗا فَقُلۡنَا هَاتُواْ بُرۡهَٰنَكُمۡ فَعَلِمُوٓاْ أَنَّ ٱلۡحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنۡهُم مَّا كَانُواْ يَفۡتَرُونَ} (75)

71

ومعنى { ونزعنا } وأخرجنا من كل أمة { شهيداً } قال بعضهم : هو نبيهم لأن الأنبياء يشهدون أنهم بلغوا أمتهم الدلائل وبلغوا في إيضاحها كل غاية ليعلم أن التقصير منهم فيكون ذلك زيادة في غمهم أيضاً . وقال آخرون : بل هم الشهداء الذين يشهدون على الناس في كل زمان ، ويدخل في جملتهم الأنبياء وهذا أقرب ، لأنه تعالى عم كل جماعة بأن ينزع منهم الشهيد فيدخل فيه أزمنة الفترات والأزمنة التي بعد محمد صلى الله عليه وسلم . { فقلنا } للأمة { هاتوا برهانكم } فيما كنتم عليه من الشرك وخلاف الرسول { فعلموا } حينئذ { أن الحق لله } ورسوله وغاب { عنهم ما كانوا يفترون } من الباطل والزور . ثم عقب حديث أهل الضلال بقصة قارون . وهو اسم أعجمي ولهذا لم ينصرف بعد العلمية ولو كان " فاعولاً " من قرن لا نصرف . والظاهر أنه كان ممن آمن بموسى ، هذا ظاهر نص القرآن ولا يبعد أيضاً حمله على القرابة . قال الكلبي : إنه كان ابن عم موسى . وقيل : كان موسى ابن أخيه وكان يسمى المنوّر لحسن صورته ، وكان أقرأ بني إسرائيل للتوراة إلا أنه نافق كما نافق السامري . وقال : إذا كانت النبوّة لموسى والذبح والقربان إلى هارون فما لي ؟

/خ88