اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَنَزَعۡنَا مِن كُلِّ أُمَّةٖ شَهِيدٗا فَقُلۡنَا هَاتُواْ بُرۡهَٰنَكُمۡ فَعَلِمُوٓاْ أَنَّ ٱلۡحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنۡهُم مَّا كَانُواْ يَفۡتَرُونَ} (75)

قوله : «وَنَزَعْنَا » أخرجنا{[40742]} { مِن كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً } يعني رسولهم الذي أرسل إليهم ، كما قال : { فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ }{[40743]} [ النساء : 41 ] أي : يشهد عليهم بأنهم بلغوا القوم الدلائل ، وأوضحوها لهم ليعلم أن التقصير منهم ، فيزيد ذلك في غمهم ، وقيل المراد الشهداء الذي يشهدون على الناس ، ويدخل في جملتهم الأنبياء { فَقُلْنَا هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ } حجتكم بأن معي شريكاً «فَعَلِمُوا » حينئذ «أَنَّ الحَقَّ » التوحيد «لِلَّهِ » ، «وَضَلَّ عَنْهُمْ » غاب عنهم { مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ } من الباطل والكذب .


[40742]:في ب: وأخرجنا.
[40743]:[النساء: 41]. وانظر البغوي 6/360.