فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَنَزَعۡنَا مِن كُلِّ أُمَّةٖ شَهِيدٗا فَقُلۡنَا هَاتُواْ بُرۡهَٰنَكُمۡ فَعَلِمُوٓاْ أَنَّ ٱلۡحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنۡهُم مَّا كَانُواْ يَفۡتَرُونَ} (75)

وقوله : { وَنَزَعْنَا مِن كُلّ أُمَّةٍ شَهِيداً } عطف على ينادي ، وجاء بصيغة الماضي للدلالة على التحقق ، والمعنى : وأخرجنا من كل أمة من الأمم شهيداً يشهد عليهم .

قال مجاهد : هم الأنبياء ، وقيل : عدول كلّ أمة ، والأوّل أولى . ومثله قوله سبحانه : { فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ على هَؤُلاء شَهِيداً } [ النساء : 41 ] ثم بين سبحانه ما يقوله لكل أمة من هذه الأمم بقوله : { فَقُلْنَا هَاتُواْ برهانكم } أي حجتكم ودليلكم بأن معي شركاء ، فعند ذلك اعترفوا وخرسوا عن إقامة البرهان ، ولذا قال : { فَعَلِمُواْ أَنَّ الحق لِلَّهِ } في الإلهية ، وأنه وحده لا شريك له { وَضَلَّ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } أي غاب عنهم وبطل وذهب ما كانوا يختلقونه من الكذب في الدنيا بأن لله شركاء يستحقون العبادة .

/خ88