البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَنَزَعۡنَا مِن كُلِّ أُمَّةٖ شَهِيدٗا فَقُلۡنَا هَاتُواْ بُرۡهَٰنَكُمۡ فَعَلِمُوٓاْ أَنَّ ٱلۡحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنۡهُم مَّا كَانُواْ يَفۡتَرُونَ} (75)

{ ونزعنا } : أي ميزنا وأخرجنا بسرعة من كل أمة من الأمم .

{ شهيداً } : وهو نبي تلك الأمة ، لأنه هو الشهيد عليها ، كما قال : فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد ، وجئنا بك على هؤلاء شهيداً ؟ وقيل : عدولاً وخياراً .

والشهيد على هذا اسم الجنس ، والشهيد يشهد على تلك الأمّة بما صدر منها ، وما أجابت به لما دعيت إلى التوحيد ، وأنه قد بلغهم رسالة ربهم .

{ فقلنا } : أي للملأ ، { هاتوا برهانكم } : أي حجتكم فيما كنتم عليه في الدنيا من الكفر ومخالفة هذا الشهيد ، { فعلموا أن الحق لله } ، لا لأصنامهم وما عبدوا من دون الله .

{ وضل عنهم } : أي وغاب عنهم غيبة الشيء الضائع ، { ما كانوا يفترون } من الكذب والباطل .