تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَلَقَدِ ٱخۡتَرۡنَٰهُمۡ عَلَىٰ عِلۡمٍ عَلَى ٱلۡعَٰلَمِينَ} (32)

{ وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ } أي : اصطفيناهم وانتقيناهم { عَلَى عِلْمٍ } منا بهم وباستحقاقهم لذلك الفضل { عَلَى الْعَالَمِينَ } أي : عالمي زمانهم ومن قبلهم وبعدهم حتى أتى الله بأمة محمد صلى الله عليه وسلم ففضلوا العالمين كلهم وجعلهم الله خير أمة أخرجت للناس وامتن عليهم بما لم يمتن به على غيرهم .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَلَقَدِ ٱخۡتَرۡنَٰهُمۡ عَلَىٰ عِلۡمٍ عَلَى ٱلۡعَٰلَمِينَ} (32)

ولما كانت قريش{[57550]} تفتخر بظواهر{[57551]} الأمور من الزينة والغرور ويعدونه تعظيماً من الله ويعدون ضعف الحال في الدنيا شقاء{[57552]} وبعداً من الله ، رد عليهم قولهم بما أتى بني إسرائيل على ما كانوا فيه من الضعف و{[57553]}سوء الحال{[57554]} بعد إهلاك{[57555]} آل فرعون بعذاب الاستئصال ، فقال مؤكداً لاستبعاد قريش أن يختار من قل{[57556]} حظه من{[57557]} الدنيا : { ولقد } اخترناهم } أي فعلنا بما لنا من العظمة في جعلنا لهم{[57558]} خياراً فعل من اجتهد في ذلك ، وعظم أمرهم بقوله بانياً على ما تقديره : اختياراً مستعلياً { على علم } أي منا بما يكون منهم من خير وشر ، وقد ظهر من آثاره أنكم صرتم تسألونهم وأنتم صريح ولد إسماعيل عليه الصلاة والسلام عما ينوبكم وتجعلونهم قدوتكم فيما يصيبكم و{[57559]}تضربون إليه أكباد الإبل ، وهكذا يصير عن قليل كل من اتبع رسولكم صلى الله عليه وسلم منكم ومن غيركم . ولما بين{[57560]} المفضل ، بين المفضل عليه فقال : { على العالمين * } أي الموجودين في زمانهم بما أنزلنا عليهم من الكتب وأرسلنا إليهم من الرسل .


[57550]:ومن هنا استأنفت نسخة م.
[57551]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: بظاهر.
[57552]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: مقتا.
[57553]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: ما سوء.
[57554]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: ما سوء.
[57555]:من ظ وم ومد، وفي الأصل:إهلاكهم أي
[57556]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: قلة.
[57557]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: في.
[57558]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: هم.
[57559]:في الأصل و ظ بياض ملأناه من م ومد.
[57560]:زيد في الأصل: حال، ولم تكن الزيادة في ظ و م ومد فحذفناها.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَلَقَدِ ٱخۡتَرۡنَٰهُمۡ عَلَىٰ عِلۡمٍ عَلَى ٱلۡعَٰلَمِينَ} (32)

قوله : { ولقد اخترناهم على علم على العالمين } يعني اخترنا بني إسرائيل على علم منا بهم ، أي بحقيقة أمرهم ، وحقيقة طبائعهم وجبلاّتهم وما هم صائرون إليه في مختلف الأزمان والأحوال من عجيب التحول والانعطاف الفكري والتبدل النفسي ، ليصبحوا مجموعات متفرقة منكودة مبعثرة في سائر أنحاء الأرض . وقوله : { على العالمين } أي اختارهم الله على أهل زمانهم يومئذ وذلك زمان موسى عليه الصلاة والسلام وليس على أهل الزمان في كل زمان كما يظن بعض الناس . فقد كان يقال لكل زمان عالم . كقوله تعالى : { قال ياموسى إني اصطفيتك على الناس } أي على أهل زمانه وليس على سائر النبيين والمرسلين . وذلك قول أكثر المفسرين .