تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فَكَانَ قَابَ قَوۡسَيۡنِ أَوۡ أَدۡنَىٰ} (9)

{ فَكَانَ } في قربه منه { قَابَ قَوْسَيْنِ } أي : قدر قوسين ، والقوس معروف ، { أَوْ أَدْنَى } أي : أقرب من القوسين ، وهذا يدل على كمال المباشرة{[893]}  للرسول صلى الله عليه وسلم بالرسالة ، وأنه لا واسطة بينه وبين جبريل عليه السلام .


[893]:- في ب: مباشرته.
 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{فَكَانَ قَابَ قَوۡسَيۡنِ أَوۡ أَدۡنَىٰ} (9)

{ فكان قاب قوسين أو أدنى } القاب مقدار المسافة أي : كان جبريل من سيدنا محمد عليهما الصلاة والسلام في القرب بمقدار قوسين عربيتين ، ومعناه من طرف العود إلى الطرف الآخر ، وقيل : من الوتر إلى العود ، وقيل : ليس القوس التي يرمي بها ، وإنما هي ذراع تقاس بها المقادير ذكره الثعلبي وقال : إنه من لغة أهل الحجاز وتقدير الكلام فكان مقدار مسافة جبريل من سيدنا محمد عليهما الصلاة والسلام مثل قاب قوسين ثم حذفت هذه المضافات ، ومعنى { أو أدنى } أو أقرب و{ أو } هنا مثل قوله : { أو يزيدون } [ الصافات : 147 ] وأشبه التأويلات فيها أنه إذا نظر إليه البشر احتمل عنده أن يكون قاب قوسين أو يكون أدنى ، وهذا الذي ذكرنا أن هذه الضمائر المتقدمة لجبريل هو الصحيح ، وقد ورد ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث ، وقيل : إنها لله تعالى ، وهذا القول يرد عليه الحديث والعقل إذ يجب تنزيه الله تعالى عن تلك الأوصاف من الدنو والتدلي وغير ذلك .