فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{فَكَانَ قَابَ قَوۡسَيۡنِ أَوۡ أَدۡنَىٰ} (9)

{ فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أدنى } أي فكان مقدار ما بين جبريل ومحمد صلى الله عليه وسلم ، أو ما بين محمد وربه قاب قوسين : أي قدر قوسين عربيين . والقاب والقيب ، والقاد والقيد : المقدار ، ذكر معناه في الصحاح . قال الزجاج : أي فيما تقدّرون أنتم ، والله سبحانه عالم بمقادير الأشياء ، ولكنه يخاطبنا على ما جرت به عادة المخاطبة فيما بيننا . وقيل : «أو » بمعنى الواو : أي وأدنى ، وقيل : بمعنى بل : أي بل أدنى . وقال سعيد بن جبير وعطاء وأبو إسحاق الهمداني وأبو وائل شقيق بن سلمة { فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ } : قدر ذراعين ، والقوس : الذّراع يقاس بها كل شيء ، وهي لغة بعض الحجازيين ، وقيل : هي لغة أزد شنوءة . وقال الكسائي : فكان قاب قوسين أراد قوساً واحدة .

/خ26