تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{قُمِ ٱلَّيۡلَ إِلَّا قَلِيلٗا} (2)

فأمره هنا بالعبادات المتعلقة به ، ثم أمره بالصبر على أذية أعدائه{[1259]} ، ثم أمره بالصدع بأمره ، وإعلان دعوتهم إلى الله ، فأمره هنا بأشرف العبادات ، وهي الصلاة ، وبآكد الأوقات وأفضلها ، وهو قيام الليل .

ومن رحمته تعالى ، أنه لم يأمره بقيام الليل كله ، بل قال : { قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا } .


[1259]:- في ب: على أذية قومه.
 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{قُمِ ٱلَّيۡلَ إِلَّا قَلِيلٗا} (2)

{ قم الليل } هذا الأمر بقيام الليل اختلف هل هو واجب أو مندوب ، فعلى القول بالندب فهو ثابت غير منسوخ ، وأما على القول بالوجوب ففيه ثلاثة أقوال :

أحدها : أنه فرض على النبي صلى الله عليه وسلم وحده ولم يزل فرضا عليه حتى توفي .

الثاني : أنه فرض عليه وعلى أمته فقاموا حتى انتفخت أقدامهم ، ثم نسخ بقوله في آخر السورة { إن ربك يعلم أنك تقوم } [ المزمل : 20 ] الآية : وصار تطوعا هذا قول عائشة رضي الله عنها وهو الصحيح ، واختلف كم بقي فرضا فقالت عائشة عاما وقيل : ثمانية أشهر وقيل : عشرة أعوام ، فالآية الناسخة على هذا مدنية .

الثالث : أنه فرض عليه صلى الله عليه وسلم وعلى أمته وهو ثابت غير منسوخ ، ولكن ليس الليل كله إلا ما تيسر منه وهو مذهب الحسن وابن سيرين

2