فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{قُمِ ٱلَّيۡلَ إِلَّا قَلِيلٗا} (2)

ثم بعد ذلك خوطب بالنبوّة والرسالة { قُمِ الليل إِلاَّ قَلِيلاً } أي قم للصلاة في الليل . قرأ الجمهور : { قم } بكسر الميم لالتقاء الساكنين . وقرأ أبو السماك بضمها اتباعاً لضمة القاف . قال عثمان بن جني : الغرض بهذه الحركة الهرب من التقاء الساكنين فبأيّ حركة تحرك فقد وقع الغرض . وانتصاب الليل على الظرفية . وقيل : إن معنى { قم } صلّ ، عبر به عنه واستعير له . واختلف هل كان هذا القيام الذي أمر به فرضاً عليه أو نفلاً ؟ وسيأتي إن شاء الله ما روي في ذلك . وقوله : { إِلاَّ قَلِيلاً } استثناء من الليل : أي صلّ الليل كله إلاّ يسيراً منه ، والقليل من الشيء هو ما دون النصف ، وقيل : ما دون السدس . وقيل : ما دون العشر . وقال مقاتل والكلبي : المراد بالقليل هنا الثلث ، وقد أغنانا عن هذا الاختلاف قوله { نّصْفَهُ } الخ .

/خ18