التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{قُمِ ٱلَّيۡلَ إِلَّا قَلِيلٗا} (2)

سورة المزمل

قوله تعالى { يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا } .

قال مسلم : حدثنا محمد بن المثنى العنزي ، حدثنا محمد بن أبي عدي ، عن سعيد ، عن قتادة ، عن زرارة أن سعد بن هشام بن عامر أراد أن يغزو في سبيل الله . فقدم المدينة . فأراد أن يبيع عقارا له بها . فيجعله في السلاح والكراع .

ويجاهد الروم حتى يموت . فلما قدم المدينة ، لقي أناسا من أهل المدينة ، فنهوه عن ذلك . وأخبروه أن رهطا ستة أرادوا ذلك في حياة النبي الله صلى الله عليه وسلم فنهاهم نبي الله صلى الله عليه وسلم . وقال : " أليس لكم فيّ أسوة ؟ " فلما حدّثوه بذلك راجع امرأته .

وقد كان طلقها . و أشهد على رجعتها . فأتى ابن عباس فسأله عن وتر رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال ابن عباس : ألا أدلّك على أعلم أهل الأرض بوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : من ؟ قال : عائشة . فأتها فسألها . ثم ائتني فأخبرني بردّها عليك . فانطلقت إليها . فأتيت على حكيم بن أفلح . فاستلحقته إليها . فقال : ما أنا بقرابها . لأني نهيتها أن تقول في هاتين الشيعتين شيئا فأبت فيهما إلا مُضيا . قال فأقسمت عليه . فجاء . انطلقنا إلى عائشة . فاستأذنا عليها فأذنت لنا ، فدخلنا عليها ، فقالت : أحكيم ؟ ( فعرفته ) فقال : نعم فقالت : من معك ؟ قال : سعد بن هشام قالت : من هشام ؟ قال : ابن عامر .

فترحّمتْ عليه . وقالت خيرا . ( قال قتادة وكان أصيب يوم أُحد ) فقلت : يا أم المؤمنين ! أنبئيني عن خُلُق رسول الله صلى الله عليه وسلم : قالت : ألست تقرأ القرآن ؟ قلت بلى قال : فإن خلُق نبي الله صلى الله عليه وسلم كان القرآن . قال : فهممتُ أن أقوم ولا أسأل أحدا عن شيء حتى أموت . ثم بدا لي فقلت : أنبئيني عن قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : ألست تقرأ : { يا أيها المزمل } ؟ قلت : بلى . قالت : فإن الله عز وجل افترض قيام الليل في أول هذه السورة فقام نبي الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حولا ، وأمسك الله خاتمتها اثني عشر شهرا في السماء ، حتى أنزل الله في آخر هذه السورة التخفيف . فصار قيام الليل تطوعا بعد فريضة . قال : قلت : يا أم المؤمنين  ! أنبئيني عن وتر رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقالت : كنا نعدّ له سواكه وطهوره . فيبعثه الله ما شاء أن يبعثه من الليل . فيتسوّك ويتوضأ ويُصلي تسع ركعات . لا يجلس فيها إلا في الثامنة .

( الصحيح 1/512- 513- ك صلاة المسافرين ، ب جامع صلاة الليل . . . ح 746 ) .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة { يا أيها المزمل } أي : المتزمل بثيابه .