تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{أَءِذَا كُنَّا عِظَٰمٗا نَّخِرَةٗ} (11)

{ أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً } أي : بالية فتاتا .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{أَءِذَا كُنَّا عِظَٰمٗا نَّخِرَةٗ} (11)

وقرئ : " ناخرة " .

وقال ابن عباس ، ومجاهد ، وقتادة : أي بالية . قال ابن عباس : وهو العظم إذا بلي ودَخَلت

الريح فيه . { قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ }

وعن ابن عباس ، ومحمد بن كعب ، وعكرمة ، وسعيد بن جبير ، وأبي مالك ، والسدي ، وقتادة : الحافرة : الحياة بعد الموت . وقال ابن زيد : الحافرة : النار . وما أكثر أسمائها ! هي النار ، والجحيم ، وسقر ، وجهنم ، والهاوية ، والحافرة ، ولظى ، والحُطَمة .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{أَءِذَا كُنَّا عِظَٰمٗا نَّخِرَةٗ} (11)

وقوله : أئِذَا كُنّا عِظاما نَخِرَةً اختلفت القرّاء في قراءة ذلك ، فقرأته عامة قرّاء المدينة والحجاز والبصرة نَخِرَةً بمعنى : بالية . وقرأ ذلك عامة قرّاء الكوفة : «ناخِرَةً » بألف ، بمعنى : أنها مجوّفة ، تنخَر الرياح في جوفها إذا مرّت بها . وكان بعض أهل العلم بكلام العرب من الكوفيين يقول : الناخرة والنّخِرة : سواء في المعنى ، بمنزلة الطامع والطمع ، والباخل والبَخِل وأفصح اللغتين عندنا وأشهرهما عندنا : نَخِرَةً ، بغير ألف ، بمعنى : بالية ، غير أن رؤوس الاَي قبلها وبعدها جاءت بالألف ، فأعْجَبُ إليّ لذلك أن تُلْحَق ناخرة بها ، ليتفق هو وسائر رؤوس الاَيات ، لولا ذلك كان أعجب القراءتين إليّ حذف الألف منها . ذكر من قال نَخِرَةً : بالية :

حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس أئِذَا كُنّا عِظاما نَخِرَةً فالنخرة : الفانية البالية .

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحرث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد عِظاما نَخِرَةً قال : مَرْفوتة .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة أئِذَا كُنّا عِظاما : تكذيبا بالبعث ، ناخرة : بالية .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{أَءِذَا كُنَّا عِظَٰمٗا نَّخِرَةٗ} (11)

و «الناخرة » : المصوتة بالريح المجوفة ، ومنه قول الشاعر : [ الطويل ]

وأخليتها من مخها فكأنها*** قوارير في أجوافها الريح تنخر{[11605]}

ويروى تصفر وناخرة ، هي قراءة حمزة وعاصم في رواية أبي بكر وعمر بن الخطاب وابن مسعود وأبيّ بن كعب وابن عباس وابن الزبير ومسروق ومجاهد وجماعة سواهم ، وقرأ الباقون وحفص عن عاصم وعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وابن مسعود والحسن والأعرج وأبو رجاء وجعفر وشيبة وأبو عبد الرحمن وابن جبير وأهل مكة وشبل وقتادة وأيوب والنخعي : «نخرة » ، دون ألف بعد النون ، ومعناه : بالية متعفنة قد صارت رميماً ، يقال : نخر العود والعظم : إذ بلي وصار يتفتت ، وحكي عن أبي عبيدة وأبي حاتم والفراء وغيرهم أن الناخرة والنخرة بمعنى واحد كطامع وطمع وحاذر وحذر ، والأكثر من الناس على ما قدمناه . قال أبو عمرو بن العلاء : «الناخرة » التي لم يتنخر بعد والنخرة التي قد بليت .


[11605]:لم يذكر هذا البيت أحد من المفسرين غير ابن عطية، وصاحب "البحر المحيط"، والمخ: نقي عظام القصب، والقوارير: جمع قارورة، وهي وعاء من زجاج يستقر فيه الشراب، وتنخر: تصوت صوتا يشبه صوت الأنف، يقول: إنه أفرغها من مخها فأصبحت خالية كأنها القوارير التي تصوت فيها الريح.
 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{أَءِذَا كُنَّا عِظَٰمٗا نَّخِرَةٗ} (11)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

يعني بالية، أي: إنا لا نبعث خلقا كما كنا...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

"أئِذَا كُنّا عِظاما نَخِرَةً" اختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قرّاء المدينة والحجاز والبصرة نَخِرَةً بمعنى: بالية. وقرأ ذلك عامة قرّاء الكوفة: «ناخِرَةً» بألف، بمعنى: أنها مجوّفة، تنخَر الرياح في جوفها إذا مرّت بها. وكان بعض أهل العلم بكلام العرب من الكوفيين يقول: الناخرة والنّخِرة: سواء في المعنى، بمنزلة الطامع والطمع، والباخل والبَخِل وأفصح اللغتين عندنا وأشهرهما عندنا: نَخِرَةً، بغير ألف، بمعنى: بالية، غير أن رؤوس الآي قبلها وبعدها جاءت بالألف، فأعْجَبُ إليّ لذلك أن تُلْحَق ناخرة بها، ليتفق هو وسائر رؤوس الآيات، لولا ذلك كان أعجب القراءتين إليّ حذف الألف منها.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

فالناخرة: البالية التي لم تفت بعد، والنخرة، هي التي صارت رفاتا، ودرست حتى تنسفها الريح...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{أإذا كنا} أي كوناً صار جبلة لنا {عظاماً نخرة} أي هي في غاية الانتخار حتى تفتتت، فكان الانتخار وهو البلى والتفتت والتمزق كأنه طبع لها طبعت عليه، وهي أصلب البدن فكيف بما عداها من الجسم،...

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

ويدهشون: كيف يكون هذا بعد إذ كانوا عظاما نخرة. منخوبة يصوت فيها الهواء؟!...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

و {نخرة} صفة مشتقة من قولهم: نَخِر العَظْم، إذا بَلِي فصار فارغ الوسط كالقصبة. وتأنيث {نخرة} لأن موصوفه جمع تكسير، فوصفه يجري على التأنيث في الاستعمال...

وهذا الاستفهام إنكاري مؤكد للاستفهام الأول للدلالة على أن هذه الحالة جديرة بزيادة إنكار الإِرجاع إلى الحياة بعد الموت، فهما إنكاران لإِظهار شدة إحالته...