فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{أَءِذَا كُنَّا عِظَٰمٗا نَّخِرَةٗ} (11)

ثم زادوا في الاستعباد بقولهم { أئذا كنا عظاما نخرة } أي بالية متفتتة يقال نخر العظم بالكسر إذا بلي ، وهذا تأكيد لإنكار البعث أي كيف نرد أحياء ونبعث إذا كنا عظاما نخرة ، والعامل في " إذا " مضمر يدل عليه مردودون أي أئذا كنا عظاما بالية نرد ونبعث مع كونها أبعد شيء من الحياة .

قرأ الجمهور نخرة ، وقرأ حمزة والكسائي وأبو بكر ناخرة ، واختار الأولى أبو عبيدة وأبو عبيدة ، والثانية الفراء وابن جرير وأبو معاذ النحوي .

قال أبو عمرو بن العلاء : الناخرة التي لم تنخر بعد أي لم تبل ولا بد أن تنخر ، وقيل هما بمعنى ، تقول العرب نخر الشيء فهو ناخر ونخر ، وطمع فهو طامع وطمع ونحو ذلك ، قال الأخفش هما جميعا لغتان أيهما قرأت فحسن .

وقيل الناخرة التي أكلت أطرافها وبقيت أوساطها ، والنخرة التي فسدت كلها ، وقال مجاهد نخرة أي مرفوتة كما في قوله { رفاتا } وقيل الناخرة المجوفة التي تمر فيها الريح فتنخر أي تصوت ، وقد قرئ إذا كما وأإذا كنا بالإستفهام وبعدمه .