فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{أَءِذَا كُنَّا عِظَٰمٗا نَّخِرَةٗ} (11)

{ أءِذَا كُنَّا عظاما نَّخِرَةً } أي بالية متفتتة . يقال : نخر العظم بالكسر : إذا بلي ، وهذا تأكيد لإنكار البعث : أي كيف نردّ أحياء ، ونبعث إذا كنا عظاماً نخرة ؟ والعامل في «إذا » مضمر يدلّ عليه مردودون : أي أئذا كنا عظاماً بالية نردّ ونبعث مع كونها أبعد شيء من الحياة . قرأ الجمهور : { نَخِرَةً } وقرأ حمزة والكسائي وأبو بكر «نَاخِرَةً » ، واختار القراءة الأولى أبو عبيد وأبو حاتم واختار القراءة الثانية الفراء وابن جرير وأبو معاذ النحوي . قال أبو عمرو بن العلاء : الناخرة التي لم تنخر بعد : أي لم تبل ولا بدّ أن تنخر . وقيل : هما بمعنى ، تقول العرب : نخر الشيء فهو ناخر ونخر ، وطمع فهو طامع وطمع ونحو ذلك . قال الأخفش : هما جميعاً لغتان أيهما قرأت فحسن . قال الشاعر :

يظلّ بها الشيخ الذي كان بادنا *** يدبّ على عوج له نخرات

يعني : على قوائم عوج . وقيل : الناخرة التي أكلت أطرافها وبقيت أوساطها ، والنخرة التي فسدت كلها . وقال مجاهد نخرة : أي مرفوتة كما في قوله : { رفاتاً } [ الإسراء : 49 ] . وقد قرئ : «إذا كنا » و { أئذا كنا } بالاستفهام وبعدمه .

/خ26