البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{أَءِذَا كُنَّا عِظَٰمٗا نَّخِرَةٗ} (11)

الناخرة : المصوتة بالريح المجوّفة ، والنخرة بمعناها ، كطامع وطمع ، وحاذر وحذر ، قاله الفراء وأبو عبيد وأبو حاتم وجماعة . وقيل : النخرة : البالية المتعفنة الصائرة رميماً . نخر العود والعظم : بلي وتفتت ، فمعناه مغاير للناخرة ، وهو قول الأكثرين . وقال أبو عمرو بن العلاء :الناخرة : التي لم تنخر بعد ، والنخرة : التي قد بليت . قال الراجز لفرسه :

أقدم أخانهم على الأساوره *** ولا تهولنك رؤوس نادره

فإنما قصرك ترب الساهره *** حتى تعود بعدها في الحافره

من بعد ما صرت عظاماً ناخره

وقال الشاعر :

وأخليتها من مخها فكأنها *** قوارير في أجوافها الريح تنخر

ويروى : تصفر ونخرة الريح ، بضم النون : شدّة هبوبها ، والنخرة أيضاً : مقدم أنف الفرس والحمار والخنزير ، يقال : هشم نخرته .

وقرأ عمر وأبي وعبد الله وابن الزبير وابن عباس ومسروق ومجاهد والأخوان وأبو بكر : ناخرة بألف ؛ وأبو رجاء والحسن والأعرج وأبو جعفر وشيبة والسلمي وابن جبير والنخعي وقتادة وابن وثاب وأيوب وأهل مكة وشبل وباقي السبعة : بغير ألف .