تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَمَا نُرِيهِم مِّنۡ ءَايَةٍ إِلَّا هِيَ أَكۡبَرُ مِنۡ أُخۡتِهَاۖ وَأَخَذۡنَٰهُم بِٱلۡعَذَابِ لَعَلَّهُمۡ يَرۡجِعُونَ} (48)

فلم يكن لقصور بالآيات ، وعدم وضوح فيها ، ولهذا قال : { وَمَا نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا }

أي : الآية المتأخرة أعظم من السابقة ، { وَأَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ } كالجراد ، والقمل ، والضفادع ، والدم ، آيات مفصلات . { لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } إلى الإسلام ، ويذعنون له ، ليزول شركهم وشرهم .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَمَا نُرِيهِم مِّنۡ ءَايَةٍ إِلَّا هِيَ أَكۡبَرُ مِنۡ أُخۡتِهَاۖ وَأَخَذۡنَٰهُم بِٱلۡعَذَابِ لَعَلَّهُمۡ يَرۡجِعُونَ} (48)

وقوله : " وما نريهم من آية إلا هي أكبر من أختها " أي كانت آيات موسى من أكبر الآيات ، وكانت كل واحدة أعظم مما قبلها . وقيل : " إلا وهي أكبر من أختها " لأن الأولى تقتضي علما والثانية تقتضي علما ، فتضم الثانية إلى الأولى فيزداد الوضوح ، ومعنى الأخوة المشاكلة المناسبة ، كما يقال : هذه صاحبة هذه ، أي قريبتان في المعنى . " وأخذناهم بالعذاب لعلهم يرجعون " أي على تكذيبهم بتلك الآيات ، وهو كقوله تعالى : " ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات " {[13647]} [ الأعراف :130 ] . والطوفان والجراد والقمل والضفادع . وكانت هذه الآيات الأخيرة عذابا لهم وآيات لموسى . " لعلهم يرجعون " من كفرهم .


[13647]:آية 130 سورة الأعراف.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَمَا نُرِيهِم مِّنۡ ءَايَةٍ إِلَّا هِيَ أَكۡبَرُ مِنۡ أُخۡتِهَاۖ وَأَخَذۡنَٰهُم بِٱلۡعَذَابِ لَعَلَّهُمۡ يَرۡجِعُونَ} (48)

قوله : { وما نريهم من آية إلا هي أكبر من أختها } أتتهم الآيات الخوارق من عند الله ، الواحدة تلو الأخرى . وما من آية معجزة بينة من هذه الآيات تأتيهم إلا كانت أعظم مما قبلها من المعجزات مع أن تلك المعجزات جميعا عظيمات ويشهدن بصدق نبوة موسى وأنه مرسل من ربه . لكن القوم ، وفي رأسهم الطاغوت الأثيم المتجبر فرعون ، موغلون في الغفلة والعناد والتمرد . وبذلك استحقوا من الله أن يأخذهم بعذاب من عنده بسبب تكذيبهم وعتوهم . ولقد كان ذلك .

وهو قوله سبحانه : { وأخذناهم بالعذاب لعلهم يرجعون } أنزل الله بهم عذابا ، جزاء كفرهم وظلمهم واستسخارهم بآيات الله ، فقد أخذهم بالسنين ونقص من الثمرات وبالجراد والقمل والضفادع والدم ، وهو ما بيناه سابقا { لعلّهم يرجعون } أي يتذكرون ويكفّون عن ظلمهم وتكذيبهم فيبادرون الإيمان والطاعة وحسن المتاب .

لقد بيّن الله ذلك لرسوله صلى الله عليه وسلم تأنيسا له وتسلية ، كيلا يحزن أو يبتئس من تكذيب قومه وصدّهم عن دين الله وعن سبيله المستقيم .