السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَمَا نُرِيهِم مِّنۡ ءَايَةٍ إِلَّا هِيَ أَكۡبَرُ مِنۡ أُخۡتِهَاۖ وَأَخَذۡنَٰهُم بِٱلۡعَذَابِ لَعَلَّهُمۡ يَرۡجِعُونَ} (48)

ولما أعرض عليهم اليد البيضاء ثم عادت كما كانت ضحكوا : { وما } أي : والحال أنا ما { نريهم } على ما لنا من الجلال والعلو وأغرق في النفي بإثبات الجار فقال تعالى : { من آية } أي : من آيات العذاب كالطوفان وهو ماء دخل بيوتهم ووصل إلى حلوق الجالسين سبعة أيام والجراد وغير ذلك { إلا هي أكبر } أي : في الرتبة { من أختها } أي : التي تقدمت عليها بالنسبة إلى علم الناظرين لها { وأخذناهم } أي : أخذ قهر وغلبة { بالعذاب } أي : أنواع العذاب كالدم والقمل والضفادع والبرد الكبار الذي لم يعهد مثله ملتهباً بالنار وموت الإبكار فكانت آيات على صدق موسى عليه السلام بما لها من الإعجاز ، وعذاباً لهم في الدنيا موصولاً بعذاب الآخرة فيا لها من قدرة باهرة وحكمة ظاهرة { لعلهم يرجعون } أي : ليكون حالهم عندنا إذا نظرهم الجاهل بالعواقب حال من يرجى رجوعه .