غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَمَا نُرِيهِم مِّنۡ ءَايَةٍ إِلَّا هِيَ أَكۡبَرُ مِنۡ أُخۡتِهَاۖ وَأَخَذۡنَٰهُم بِٱلۡعَذَابِ لَعَلَّهُمۡ يَرۡجِعُونَ} (48)

31

قوله : { وما نريهم } حكاية حال ماضية . وفي قوله { هي أكبر من أختها } وجهان : أحدهما أن كلاً منها مثل شبيهتها التي تقدمت ، وكل من رأى واحدة منها حكم بأنها حكم كبراها لتكافؤ كل منها في الكبر . وإذا كان هذا الحكم صادقاً على كل منها فكلها كبار كما قال الحماسي : من تلق منهم تقل لاقيت سيدهم . مثل النجوم التي يسري بها الساري وثانيها أن يقال : إن الآية الأولى كبيرة والتي تليها أكبر من الأولى ، والثالثة أكبر من الثانية ، وكذلك ما بعدها . هذا القدر مستفاد من الآية ، وأما تفصيل هذا التفضيل فلعله لا يطلع عليه إلا خالقها ومظهرها . { وأخذناهم بالعذاب } السنين ونقص من الثمرات إلى سائر ما ابتلوا به . قالت المعتزلة : { لعلهم يرجعون } أي إرادة أن يرجعوا فورد عليهم أنه لو أراد رجوعهم لكان .

وأجابوا بأنه لو أراد قسراً لكان ولكنه أراد مختاراً ، وزيف بأنه لو أراد أن يقع طريق الاختيار لزم أن يقع أيضاً مختاراً . أما الفرق فالصواب أن يقال : " لعل " للترجي ولكن بالنسبة إلى المكلف كما مر مراراً .

/خ56