فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَمَا نُرِيهِم مِّنۡ ءَايَةٍ إِلَّا هِيَ أَكۡبَرُ مِنۡ أُخۡتِهَاۖ وَأَخَذۡنَٰهُم بِٱلۡعَذَابِ لَعَلَّهُمۡ يَرۡجِعُونَ} (48)

{ وَمَا نُرِيهِمْ مِنْ آَيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا } أي كل واحدة من آيات موسى أكبر مما قبلها وأعظم قدرا مع كون التي قبلها عظيمة في نفسها وقيل المراد بهذا الكلام أنهن موصوفات بالكبر ولا يكدن يتفاوتن فيه وعليه كلام الناس هما أخوان كل واحد منهما أكبر من الآخر وقيل المعنى إن الأولى تقتضي علما والثانية تقتضي علما فإذا ضمت الثانية إلى الأولى ازداد الوضوح ومعنى الأخوة بين الآيات أنها متشاكلة متناسبة في دلالتها على صحة نبوة موسى كما يقال هذه صاحبة هذه أي هما قرينتان في المعنى وقيل المعنى أن كل واحدة من الآيات إذا انفردت ظن الظان أنهما أكبر من سائر الآيات .

{ وَأَخَذْنَاهُمْ } بسبب تكذيبهم بتلك الآيات { بِالْعَذَابِ } أي بالسنين والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم والطمس ، كما قال تعالى { وَلَقَدْ أَخَذْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ } الآية ، ثم بين سبحانه أن العلة في أخذه لهم بالعذاب هو رجاء رجوعهم ، فقال : { لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } أي لكي لا يرجعوا عن الكفر إلى الإيمان ، ولما عاينوا ما جاءهم به من الآيات البينات ، والدلالات الواضحات ، ظنوا أن ذك من قبيل السحر .